خواطر

إليكم أيها الطيبون

ولاء صلاح عبد الكريم

هل تعرف ذلك الشعور الذي ينتابك حين ترى شروق الشمس، أو ذلك المذاق الرائع لقهوتك المفضلة، أو حين تحلق في جمال السماء ونجومها، نفس ذلك الشعور ينتابني حين أجدهم وأقابلهم، هؤلاء القلة القليلة من قلوب البشر التي تسطع بنور فريد من نوعه، ذلك النور بالرغم من كونه ساطع للغاية، إلا أنه لا يؤذي العين، بل يمنح الدفئ وينير القلب؛ فلقياهم لا تسبب أي ندب فوق ندوبنا، بل قد تساعد على الشفاء ولو قليلًا.

أحاول جاهدة أن أطلق مسمى فريد يعكس فرديتهم الرائعة، فاخترت حينًا أن أسميهم “اللطيفون” من يمرون علينا كنسيم الربيع الهادئ، الذي لا يختلف على حبه عشاق الصيف أو عشاق الشتاء، في حين آخر وجدت أن اسم “الطيبون” هو الاسم الأكثر دقة لوصفهم، وإليهم أوجه كلماتي.

هؤلاء الذين ليسوا في صراع أو سباق مع أي شخص آخر سوى أنفسهم، يدركون انه لا داعي لكي يجرحوا أو يتعالوا على أحد فهذه الدنيا زائلة، هؤلاء الرائعون الذين لا يحاولون حتى أن يثبتوا أو يتفاخروا بروعتهم، وحتى قد لا يدركون كم هم حقًا رائعون، أحمد الله أني قد رزقت بأصدقاء منهم، ومازلت أرى بعضهم كل حين وآخر فهم نادرون للغاية ولكني حين أراهم أتعرف عليهم دائمًا، ولقائهم يمنحني الراحة والأمل أنهم مازالوا هنا آمنين مريحين طيبين في وسط كل تلك القلوب المرعبة! لذلك إليكم أيها الطيبون…

أردت أن أترك لكم بعضًا من الكلمات التي بالطبع مهما حاولت ستكون عاجزة عن وصفكم أو عن تجسيد شعور لقائكم، وأتمنى أن تصل إليكم كلماتي في عالمكم الخاص الهادئ، الذي لم تستطع أن تغزوه سموم هذا العالم المليء بالتظاهر والتفاخر والإيلام، وأن أهنئكم فقد حققتم أهم انتصار قد يحققه الإنسان في حياته، وهو أن يكون له قلب نقي صافي لا يؤذي، ، وأقول لكم مهما تضرر ذلك القلب أو أصابته بالسموم، فما عليكم سوى أن تنفضوا ما لوثه؛ فجذوركم نقية كنقاء الثلج الأبيض، لذلك أمضوا في روعتكم وظلوا النور الساطع غير المؤذي في هذا الظلام المخيف!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!