خواطر

فصول الإنسان

بقلم/ روان خباز الحلبي

إن الله عز وجل قد أنعم علينا بالفصول الأربعة، فكل فصل له طقوسه وأجوائه ملابسه وطعامه الخاص الذي يميزه عن غيره من الفصول، فنبدأ بالخريف الذي هو اعتراء الأشجار مع بعض الغبار، هذا الفصل يكون بمثابة استبدال ملابس الكون بحلة جديدة، وهو الربيع الذي يزهر فيه الأزهار وترتدي الأشجار ثوبها الأخضر وتتبدل أحوال، الطقس فحبات الطلع منتشرة في كل مكان، ويبدأ الفصل بالتهيئة لفصل الصيف الشمس الساطعة بأشعتها الذهبية بقوة الأشجار ممتلئة بالثمار الصيفية، والجو مميز لدى الجميع بسبب العطل والاستراحة ماقبل فصل الجمال، ثم نأتي للشتاء سيد الفصول وأجملها لتمتلئ الدنيا بالأمطار ونسمات الهواء الباردة تملئ القلب بالطاقة، لترتدي في النهاية ثوبها الأبيض الجميل، ‏ليغطي جميع أجزائها ليزيد جمال الفصل جمالًا.

كذالك الإنسان يمر بعدة فصول مختلفة وكل فصل نحتاج لعيشه بكل تفاصيله حتى لايؤثر على صحتنا النفسية.

١_ الجفاف التصحري:

تمر على الإنسان فترة يشعر فيها بالجفاف الكلي، كيف التربة تمر بذلك الشيء
عند عدم تعرضها للماء بكفاية كذلك الإنسان، إذا ما أخذ كفايته من العواطف والإهتمام، ومن كل شيء قد يحتاجه يمر بمرحلة الجفاف تصحري حيث يشعر أنه عطش لكل شيء يعيد الحياة إليه، فلنكن متعاونين مع الأشخاص وبقدر الإمكان إعطاء كل شخص حاجته من العواطف والأحاسيس وكل احتياجته.

٢_ الأعاصير الزوبعية:

يحدث أن يعيش الإنسان في جو توتر وقلق ومشاكل، مما يشكل لديه الأعاصير الزوبعية فهي كتلة من الغضب والإستياء والشحنات السلبية، فتبدأ داخلك دوامة مشاعر غضب تشتعل وتزاد داخلك لذا تحتاج إلى تفريغ
تلك المشاعر وعدم تجاهلها لإستمرارية الحياة
وعدم تأثير على صحة الفرد.

٣_ الاكتئاب الفصلي:

كذلك من حين إلى آخر يدخل الإنسان في جو من الإكتئاب والحزن والمشاعر المختلطة من الضعف والتعب والإرهاق والتراكمات مع بعض من لوم الظروف التي يمر بها مع رتوشات من لوم الذات، هذا شيء طبيعي فكل شخص حياته عبارة عن صعود وهبوط، فتارة يكون بحال جيد وصحة نفسية ممتازة، وتارة يدخل في جو الاكتئاب الفصلي، ارح عقلك وروحك بعض الشيء وخذ قسطًا من الراحة مع ممارسة الأشياء الممتعة لك لإعادة إشراقتك من جديد،
والتخلص من ذلك الإكتئاب اللعين الذي لو سلمت نفسك إليه فتكون نهايتك مرسومه إما مع المنتحرين، أو في مستشفى الأمراض العقلية مع المجانين.

٤_الغيث الانساني:

بعد جميع المراحل التي يمر بها الإنسان يحتاج إلى القليل من القوة والدعم،
يحتاج إلى الأمطار لتزهر بداخلة حقول الأزهار؛
فربما يكون الغيث داخلي نابع من داخل الشخص
ووجدانه أو قد يكون خارجي يأتيك الغيث من حيث لا تحتسب، و ربما يكون مشترك داخلي وخارجي معًا، تأتيك الأمطار مبشرة على إحياء ماقد مات بداخلك، ولربما يكون هناك جرعة ثلجية، خبأ قليلًا من ذلك الغيث فقد تحتاج إليه في بعض حالات التصحر.

٥_الأشعة الذهبية:

تشرق الشمس على روحك
بأشعتها الذهبية، لايدوم الليل مهما طال،
لأنه ستعود شمسك لتسطع بسمائك وتُنير ظلمتك أيامك، السواد لايدوم ياصديقي العزيز، لأن النور سوف سأتي ويبدد شتات الظلام، فلا تقلق كل شيء سيمر لامحال.

٦_قوس السعادة:

بعد هطول الأمطار وظهور الشمس يظهر في السماء قوس القزح بألوانه الباهية كأنها هدية سماوية لرسم الإبتسامة على وجوه الناس، كذلك داخلنا بعد مرور جميع الفصول يأتي داخلنا ضوء النور لينير حياتنا ويمناحنا شعور الطاقة والسعادة لتكون الإبتسامة نابعة من أعماق القلب، إنها الطمأنينة الربانية.

٧_الولادة الجديدة:

بعد جميع المِحن والمشاكل والفصول التي نمر بها لا بد من ولادة جديدة، مثلما أخذنا وقتنا في جميع الفصول من جفاف وحزن واكتئاب ومشاكل وضغوط لابد من دخول فصل الفرح والسعادة على حياتنا، فلا حزن يدوم ولا سعادة تدوم، وكل شيء مؤقت ويجب الاستمتاع به، ننهض مجدداً وننفض غبار الأيام الذي تراكم علينا لنبدأ بداية جديدة بروح وعقل ومشاعر جديدة، فلابد في كل فترة خوض السبع مراحل وتبقى تلك العملية مستمرة مدى الحياة يبقى الانسان يرتدي فصل ويخلع الآخر مع بعض التعديلات البسيطة، ويبقى الإنسان جزء من الطبيعة يتأثر ويؤثر بها.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!