ابداعات

“إلى نفسي”

هاجر عبد السلام

كل عام أشعر أنه ثقيلًا لكنني ممتنة لكل سنواتي الصعبة التي شكّلت روحي بطريقة مختلفة، حتى تعلمت أن الألم هو أن أقضي ليلي باكية وفي الصباح أبتسم لكل من أراهم، تعلمت أن لا شيء يأتي دون فقد آخر، وأن حتى اللحظات السعيدة يكون وراءها مشقة، كم صديقًا لم يعد معي، وكم رفيقًا أتاني، أنظر إليّ، لقد أدركت كيف أتراقص على نغمات الوجع
وأدعه يفتك بي دون رحمة، ولا أكترث له..

عرفت أن الصمود أن أبدو متماسكة وداخلي حروب طاحنة تدور، أدركت أيضًا أن العطاء هبة من الله، ليس كلنا نمتلك قدرة على أن نقدم للجميع الحب، عرفت أن الحب مر، ولم أعد أخاف أن أذوقه، بل أنا في أتم الاستعداد
أن أعيشه، وإن جُرح قلبي، آهٍ كم كلفني هذا النضج، دفعت مقابله نصف عمري.

عزيزتي نفسي أعلم أنكِ تحاولين إيجاد طرق بسيطة لجعل الأمور أفضل كما أنكِ دائمًا تفعلين ما يطلب منكِ على أكمل وجه، قد تغيرت أشياء كثيرة في حياتك، وتغيرت نظرتك للحياة، وصرتِ أكثر نضجًا وعقلانية مما سبق، لم يكن مرور الأيام هينًا أبدًا وكدتِ أن تطرحين أرضًا من شدة الثقل الذي تحملينه على كتفك، قد تجاوزتِ أمورًا كثيرة وأوقاتًا عسيرة تجاوزتِ حتى غياب الأمل من أيامك، وعدم وجود أشخاص حولك، قد تمكنت منكِ الاضطرابات النفسية ولم يكن أحد يعلم كم المعاناة التي تعيشين بها لكنها مضت، لازمتكِ نوبات البكاء والذعر وكان يبدو أنه لا نجاة منها لكنكِ نجوتِ.

أذكركِ أنكِ دائمًا قوية، تمردك يجعلك كذلك لا ترضين أبدًا أن يكون للضعف مكانًا في حياتك، فخورة بكِ لأنكِ لم ترضي بأقل مما تستحقين، تخلصتِ من كل ما يؤذيكِ ويشكل عبئًا عليكِ، واخترتِ سلامك النفسي، رغم كثرة الضغوطات قد حقتتِ إنجازات عديدة ونجحتِ أن تثبتين للجميع كم أنتِ مُجدة، مجتهدة، وبارعة في تحقيق أحلامك.

اليوم أقول لكِ شكرًا لأن كل مرة بحثت بها عن أحد يكون جواري ولم أجد سواكِ ونيسًا “ينجو الإنسان حينما يحمل أُنسه في نفسه” وبذلك كنت أنجو..
الله قد وضعك في مكانك هذا إذن افعلي كل ما بوسعك دون النظر إلى النتيجة “سيرضيكِ الله بالخير”

كوني على قدر كافٍ من ثقة الجميع بكِ، لا تقلقي، ودعيه يمر كما كتبه الله، تغافلي عن كل الأشياء السيئة التي حدثت لكِ وابتسمي للأيام في كل وقت.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!