خواطر

حتماً هناك شئ حدث

كان الشارع خالي من المارة وكانت تسير وحدها حينما لمحتها .. لم يكن هناك أحد إلا السيارات التي تسير بسرعة كبيرة دون أن يدري أحداً ماذا يحدث.

كانت تمسح عينيها بمنديل ورقي وعندما رأتني أنظر إليها حاولت أن تداري وجهها .. إعتقدت في البداية أن هناك شئ قد دخل في عينيها وأنها تحاول أن تزيلة من علي عينيها ولكنها كادت أن تصطدم بسيارة .. هرولت مسرعاً ناحيتها وسحبتها من وسط الشارع .. فوجدتها تبكي.

لم يخطر علي بالي أبداً أن أتعرض لذلك الموقف علي الإطلاق ومن الدهشة سألتها “حضرتك فيكي حاجه تعباكي .. هاتقدري تروحي يعني؟!”.

تماسكت وإستطاعت أن تصلب طولها وقالت لي بكل قوة وصلابة “أنا بخير الحمد لله .. ومتشكره علي اللي إنت عملته معايا .. أستأذنك” وفهمت أنها ترمي لأن أفسح لها المجال لتكمل في طريقها فقلت لها “طب مش عايزه أي مساعدة .. ثم إنك إزاي تمشي في شارع زي ده لوحدك كده بالليل؟!”.

وكأنها ترفض أن تتكلم قالت لي بإستياء “ممكن تسيبني أمشي بعد إذنك”.

أفسحت لها المجال لتكمل في طريقها وأنا أتسائل ما الذي يجعل فتاة بتلك الصلابة تبكي في الشارع؟! .. حتما هناك شئ حدث.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!