أطلق الجمهور العربي لقب قديس الفن على الفنان “جورج سيدهم”، كما أطلق البعض عليه أيضًا لقب “ملاك السينما والمسرح ” وذلك بسبب ما عرف عن جورج من خلق رفيع ومحبة لكل البشر.
لا يهوى الخصومة مع أحد، ولا يدخل في معارك مع أحد وبعد تماما عن كل ما يجرح مشاعر المشاهد فخلت مسرحياته من العرى والايحاءات الجنسية.
كان يصوم شهر رمضان المعظم، ويفطر مع اصدقائه بفرقة الثلاثي في هذا الشهر المبارك، وعند حلول عيد الفطر المبارك كان يرسل إلى صديقه الفنان “سمير غانم” سلات الكحك، وفي عيد الأضحى كان يكلف شقيقه أمير سيدهم بشراء عجل لذبحه وحفظ الإنجيل عن ظهر قلب.
كان الفنان “جورج سيدهم” مضربا عن الزواج وكان يعيش بمفرده في شقته والتي كان لا يدخلها إلا من كان يقوم بتنظيفها، فكان شقيقه أمير سيدهم يتولى أمور جورج، حيث كان يدفع له كل الفواتير إلى أن قابل زوجته الدكتورة “ليندا” التي تعرف عليها في مناسبة عائلية وتزوجها وكان جورج قد تجاوز الخمسين من عمره.
عندما انفصل الفنان “سمير غانم” عن فرقة ثلاثي المسرح، فجأة علم جورج بأن الفرقة مدينة لجريدة الاخبار والأهرام والجمهورية بمبالغ مالية ضخمة مقابل الاعلانات التي كانت تنشرها الفرقة عن عروضها المسرحية في فترة وجود سمير غانم في الفرقة وبعد خروجه منها.
ضخامة المبلغ جعلت جورج يهتز من داخله، أصبح من المستحيل أن يواصل جورج عمله بالفرقة في ظل هذه الديون الضخمة التي أصبح ملزما بسدادها وتوصل الاتفاق مع الدائنين بتقسيط المبلغ الذى لا أحد يعلم كيف كان يدبر أقساطه الضخمة التي أرهقته ماليا ومعنويا.
ودون سابق إنذار اختفى شقيقه أمير سيدهم من مصر فكانت صدمة لم يتحملها جورج أصابته بجلطة دمرت خلايا المخ وأصابته بالشلل وألزمته الفراش إلى أن توفاه الله ورحل عن عالمنا تارك لمحبيه ميراث من الأفلام الجميلة.
