إنّ الصداقة تُعَد واحدة من أجمل، أغنى، أعمق وأبهج العلاقات الإنسانية، فهي حقًا زاد الحياة الذي يرتكن إليه الإنسان عندما يفقد كل شيء ولعل الإنسان الغني حقًا ليس مَن يمتلك أموالًا كثيرةً، بل مَن يمتلك قلوبًا مفعمة بالمحبة الخالصة، فمِن ثَمَّ تأتي الصداقة على رأس قائمة العلاقات الإنسانية التي تتسم بعمق وصدق المحبة المتبادلة.
الصديق الحقيقي بإمكانه أن يُصبح أيقونة الحياة من خلال حضوره الخاص وعطاء قلبه المفعم بالصدق والحميمية، لذا علينا أن نختار مَن نُصادقهم بعناية شديدة فالصديق شريكٌ للحياة كلها: في أفراحها وأتراحها، آلامها ومباهجها وعلى كتفه يمكنني أن أتكئ وأجد ملاذي وأماني وملجأي.
قديمًا قالوا الصديق مرآة صديقه، أما أنا فأقول إن الصديق الحقيقي ليس فقط الذي أرى من خلاله ضعفي وقوتي، هشاشي أو صلابتي، بل هو الذي وإن وجدني ضعيفًا صار قوتي وإن وجدني هشًا صار صلابتي وإن وجدني حزينًا صار فرحتي.
نعم الصديق ليس الذي يراني مِن فوق بل هو الذي يرفعني ويحملني في داخله ويحط بي في أرض الجمال والبهجة والقوة، فهو ليس مجرد شخص عابر، بل هو سر عبوري وترحالي الدائم نحو كل ما جميل.
هنيئًا لكل مَن وجد ضالته في صديق حقيقي يأتمنه لا على أسراره فحسب بل على نفسه.
نعم مَن نأتمنه على أنفسنا أهم ممن نأتمنه على أموالنا.
هنيئًا لمن وجد صديقًا صادقًا صدوقًا يصدق في كل أقواله وأفعاله ليُصبح بمثابة العمود الفقري في الحياة.