مقالات

الجاثوم

داليا عماد

يختلف إدراك الكائنات الحية عن بعضها البعض وخاصة بني البشر، وتلك الإدراكات تولَد على أشكال مختلفة، ولا خلاف في أنَّ القدرة على الإدراك شعور مُحبب لجميع البشر ولكن قد يكون في بعض الأحيان إحدى النِقم وليس النعِم كإدراك الفرد المصاحب لإحساس عدم القدرة على الحركة أو الحديث حال الاستيقاظ من النوم أو الخلود إليه وهذا فيما يُعرف بالجاثوم.

الجاثوم أو بمسمى آخر شلل النوم هو الحالة التي تحدث أثناء الاستيقاظ أو النوم، يكون الشخص واعيًا ولكن غير قادر على التحرك أو الكلام، وخلال النوبة قد يصاب الفرد بالهلوسة (سماع، الشعور أو رؤية أشياء غير موجودة).

تكون أعراضه متمثلة في ارتخاء كامل لعضلات الجسم جميعها عدا الحجاب الحاجز وعضلات العين الخارجية والتي تبدأ عادة في الثلث الأخير من ساعات النوم قرب وقت الاستيقاظ، يرى فيها النائم من الأحلام المسلسلة الواضحة ما يمكن أن يكون نتيجة لنشاط ذهني غني بالأحداث.

في الغالب يحدث شلل النوم عندما يستيقظ المخ من النوم ولكن الشلل الجسدي ما زال موجودًا وهذا ما يجعل الشخص واعيًا تمامًا لكنه لا يستطيع الحركة، ويستمر من بضع ثوان إلى بضع دقائق قبل أن يستطيع الشخص إما العودة إلى نوم المخ مرة أخرى وإما أن يستيقظ تمامًا.

تشير نتائج المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم، إلى أن واحدًا من كل 12 شخصًا سيعاني من شلل النوم مرة واحدة على الأقل في حياته، لكن بالنسبة للبعض حوالي 10% من المصابين، يمكن أن تصبح مشكلة متكررة قد تمنعهم من النوم بدافع الخوف، وأشار البعض أنَّ هذا قد يكون مرتبطًا بكبت الخلايا العصبية الحركية من منطقة جسر فارول في الدماغ.

هناك عدة عوامل تزيد من احتمال شلل النوم والهلوسة المصاحبة له وهي انقطاع النفس النومي، الأرق، النوم ووضعية الوجه لأعلى، عدم انتظام مواعيد النوم، نقص الاكسجين عن المخ، ضغوطات متزايدة، تغييرات فجائية في البيئة المحيطة /إدخال تغييرات في أسلوب الحياة، العقاقير المنومة، الوراثة.

إذا نظرنا لإمكانية العلاج من شلل النوم نجد أنه لا يوجد دواء مخصص لذلك ولكن يعتمد على نهج نظام حياة صحي كانتظام مواعيد النوم والاستيقاظ وممارسة الرياضة والنوم لساعات كافية أثناء الليل والنوم على أحد الجانبين بدل من الاستلقاء على الظهر، وأحد أهم الوسائل تجنب أسباب التوتر والسهر وحل المشكلات التي تحدث لك.

كما يوجد ما يمكن فعله للحظات معدودة للمساعدة على التخلص من شلل النوم والتخفيف من القلق والخوف وتسريع عملية الاستيقاظ، حيث أنه يُنصح بتحريك أصابع القدم وعدم المقاومة وفتح العينين وإغماضهما بشكل مستمر، فذلك يُساعد على الإستيقاظ بشكل أسرع.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!