ابداعات

رسالة

جاء اليوم الموعود اليوم الذى لطالما حلمت به، أقف الآن أمام مرآتي ولا أشعر أن اليوم مميز كما تصورته على الأطلاق فقط لأنها ليست جواري، حكمت علينا الظروف أن نفترق، ملاكي البرئ، مُلهمتي، توبتي عما كنت عليه قبل أن ترتضم عيننا سويًا، كانت كالجميلة التى أحبت الوحش ولكن الفرق الوحيد أن الوحش هنا كانت أخطاءه فى الماضي أكبر من أن تغتفر، أكبر من أن تغطيها براءة الجميلة، أخطاء وآراء جعلت الجميلة ترتجف مني من الوحش الذى كنت عليه قبلها وتهرب خوفًا أن تكن ضحيتي الجديدة.

أرتديت بذلتي السوداء التى أشارت إليها مرة ونحن نمشي سويًا قائلةً لكم ستكن جميلة عليّ، وضعت عطرها المفضل وتوجهت لمكان الحفل، وما أن دلفت للقاعة حتى علمت أنها هنا، شذاها ملأ قلبي قبل أن يعطر المكان، كانت هنا وسط الحضور، رغم فراقنا أتت لتكن بجانبي، رغم الظروف التي حكمت أن تتركني، رغم خوفها أن أجرحها بماضٍ لكم وددت أن أحرقه وأصبح بلا ماض لتكن هي حاضري ومستقبلي بعد أن عرفتها. أتت لتكوي قلبي بحضورها وتبث بروحي الأمل فى كون حبي قد لمس قلبها حقًا، لكونها تعلم أنها توبتي النصوحة عن كل الآثام التي أرتكبتها قبلها، حاولت أن ألمحها من خلف الستائر علني أظفر بأكثر من مجرد شذى ولكنى فشلت.

حتي أتى مدير فريق الأعداد ليخبرني أن صعودي للمسرح تبقى له لحظات، لحظات وأحظى بفرصة أكبر لأراها، لأعترف أمام الجميع بما عجزت عن الاعتراف به سلفًا.

صعدت إلى المسرح ودوى صوت التصفيق الحار للشاعر المعروف، صاحب الكلمات الآسرة التي تطيب قلوب جميع العشاق سوى قلبه، جلست أمام الفرقة، أمسكت الميكرفون وألقيت نظرة خاطفة قبل أن أبدأ وأيضًا لم أراها ولكنها هنا على يقين أنها هنا. بدأت الفرقة بالعزف بدأ العود يلقي أحزانه وشرعت أنا بالمقدمة الشهيرة:
من بحر الغزل أنتقيت كلمات عسى أن أجد فيها صورة توفيكِ حقك، فلم أجد إلا القليل ليصف مكانتك عندى.. من داخل عمق اليم الذى ألقيتيني فيه بعيونك أنادي فاسمعيني..

إلى من تملكني هواها، وأموت راضيًا، سعيدّا فداها، إلى من زادت علي جفاها، وتركني قلبي واكتفاها.
أُبلغكِ سلامي من سفن أنتِ مبتغاها، إلى من غزى حجابها قلبي، وصرت أطلبها بكل ليل من ربي.. ألا بالله عليكِ لبي.

وأضحكِ..فالشفتان تكشفان عن لؤلؤ مرصوص ينير لى دربي، والعينان والله أنهما لآيتان من ربي، والوجنتان مصبغتان بمسك عربي، والخطو نسيم يريح قلبى.

من بحر الشوق أناديكِ، يا من ملكت قلبي، فبالله عليكِ لبي، فعسى أن أجد ببحر هواكِ دربي.

توقفت وبدأ العود يبكي على القلب المفطور الذى يتحدث ودوى التصفيق مره أخرى، فرفعت رأسي محاولًا أن أمسك دموعي وأحيي الجمهور، وفجأة توقف كل ذلك، سكتت كل أصوات الكون ولم يبقَ سوى صوت دقات قلبي الذى كاد يخترق ضلوعي، وجدتها واقفة تصفق بحرارة ودموعها تنهمر كسيول من ماس، وقعت عيونها على عيوني، وكأنها تخبرني بأنها هنا.. لبت، ألقت إلي بطوق النجاة وابتسمت.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!