بقلم /داليا محمد
مشاعر الحب من أعظم المشاعر التى يشعر بها الإنسان؛ فهو بمثابة الدواء لأوجاع الحياة، الجنة المزهرة فى فؤاد المحبين؛ سنلقى نظرة على هذه المشاعر ولكن فى الزمن الجميل زمن البساطة والنقاء.
كان المتحابون ينظرون لبعضهم البعض بخجل، خوفًا من أن يراهم أحد، كانت المكالمات فى الهاتف ذو القرص الدوار، أو من خلال الرسائل عبر البريد، إذا أراد المحب أن يرى حبيبته ينتظرها بجوار المنزل حتى تطل من الشرفة أو الشباك، أو عندما تخرج من البيت وفى هذا الموقف تستحضرنى كلمات عبد المطلب”ساكن فى حى السيدة وحبيبى ساكن فى الحسين، وعشان أنول كل الرضا يوماتى أروح له مرتين من السيدة لسيدنا الحسين”.
الوقوع فى شباك الحب ليس بالأمر البسيط، عندما يصاب القلب بالحب؛ يسهر الليالى والأيام، لايدرى كيف
أصار عاشقًا؟
لقوله العندليب الأسمر”جانا الهوى جانا ورمانـا الـهـوى رمانا، ورمش الأسمرانى شبكنا بالهوى أه، ما رمانا الهوى ونعسنا واللى شبـــكنا يخلصنا، ده حبيبى شغل بالى اه يابا يابا شغل بالى رامينى، بسحر عنيك الاثنين ما تقول لى واخدنى ورايح فين”.
كان الود والخصام محفوظ، كانت المشاعر صادقه تملأها الدفء والحنان، المتحابون يراعون صفات الحب فى الود أو الخصام؛ كل محب يبحث بشتى الطرق عن سبل السعادة ليهديها لمحبوبه، يصونه فى حضوره وغيابه، إذا تخاصم المتحابين يتألمون لبعد المحب عنه ويراجع ذكرياته، كل تفصيله عاشوها، يفكرون فى الثغرة التى سببت الخصام، يسهرون اليالى، يناجون الحب، وعندما يتصالحان تذوب كل مشاعر الزعل والخصام، يتصالحون وكأن شئ لم يكن؛ لصدق المشاعر وبرائة القلوب، وكما تقول كوكب الشرق أم كلثوم”وهمس لى قاللى الحق عليه، نسيت ساعتها بعدنا ليه، فين دموع عينى اللي ما نامت ليالى، بابتسامه من عيونوا نسّاهالى أمر عذاب، وأحلى عذاب، عذاب الحب للأحباب. “
الحب لا يعرف للغيرة والانانية أى طريق، لا يعرف سوى الإخلاص والأمان، ولكن كان هناك طعًما للخيانة يقتل، تجعل المحب زهرة فقدت رونقها وجمالها، بمثابة سهم غرث فى أعماق الفؤاد، كما وصفتها نجاة الصغيرة”ويشب فى قلبى حريق ويضيع من قدمى الطريق وتطل من رأسى الظنون تلومنى وتشد أذنى، فلطالما باركت كذبك كله ولعنت ظنى، ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقى إليك؟ ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفا عليك؟ أأقول هانت؟ أأقول خانت أأقولها؟ لو قلتها أشفى غليلى يا ويلتى، لا، لن أقول”.