مقالات

عمى الألوان

كتبت: داليا عماد

للإنسان حواس خمس بها يستطيع الاستقبال والإرسال مع العالم حوله والأفراد المحيطة به، مِن تلك الحواس حاسة البصر وهي تمثل نسبة كبيرة من الإدراك وبها يرى المرء الحياة فيميز الأشكال والملامح والألوان، وكما تختلف نظرة المرء الداخلية للأمور أيضًا النظرة بالعين التي هي أداة البصر تختلف من فرد لآخر، فتجد البعض يميز الألوان من الأحمر والأخضر والبعض الآخر يختلط عليه الأمر وهذا يسمى بعمى الألوان.

يُعرف عمى الألوان أو اضطراب رؤية اللون بعدم القدرة على تمييز أحد الألوان الثلاثة من الأحمر والأخضر والأزرق أو اللون الناتج عن خلطهم معًا، يمكنك معرفة أعراضه وذلك من خلال مراقبة نفسك فإذا كنت ترى طيف واسع من الألوان المختلفة، بحيث لا تكون مدركًا لحقيقة أنك ترى الألوان بصورة مختلفة عمّا يراها الآخرون، قدرتك على رؤية القليل فقط من الألوان المختلفة بينما يستطيع الآخرون رؤية الآلاف منها، وفي حالات نادرة جدًا تقتصر قدرة المرء على رؤية ثلاثة ألوان فقط وهي: الأسود والأبيض والرمادي.

للعين ثلاثة أنواع مختلفة من الخلايا المخروطية والتي تستقبل الضوء في شبكية العين، فيعمل كل واحد من هذه الأنواع على استقبال نوع واحد فقط من الألوان الأساسية وهي الأحمر والأخضر والأزرق، فتَكمُن أسباب مرض عمى الألوان في سببين رئيسيين أولهم وأهمهم هو العامل الوراثي فيولد الإنسان مع تلك الإصابة نتيجة لنقص في أحد الأنواع الثلاثة من الخلايا المخروطية أو أنها موجودة لكنها لا تعمل بشكل صحيح فلا يستطيع المرء رؤية أحد الألوان الأساسية تلك أو يرى درجات مختلفة من اللون ذاته.

السبب الآخر لعمى الألوان هو عامل مكتسب فقد تحدث الإصابة نتيجة للتقدم في السن أو مشكلات في العين مثل خلل في الشبكية أو العصب البصري والإصابة بالماء الأبيض على العين، وقد يُصاب الشخص بعمى الألوان نتيجة للأعراض الجانبية لإحدى الأدوية التي يأخذها.

تكون الذكور أكثر عرضة للإصابة بعمى الألوان من الإناث، فمن بين كل 10 ذكور يوجد واحدًا مُصاب بينما بين كل 100 أنثى واحدة فقط مُصابة وذلك بسبب أنَّ الجينات المسئولة عن أكثر أشكاله شيوعًا موجودة على الكروموسوم إكس فيُعوض الخلل عادة عند الإناث نظرًا إلى امتلاكهن اثنين من الكروموسومات إكس فيعوض أحدهما الآخر، وبالتالي يمكن للأنثى أن تصبح حاملة للمرض فقط، بينما يمتلك الذكور كروموسوم إكس واحدًا فقط وبالتالي تكون احتمالية ظهور الاضطراب الوراثي مؤكدة عند وجود خلل في هذا الكروموسوم.

هناك نوعان من عمى الألوان: عمى ألوان أحادي اللون وفيه يرى الشخص العالم بلونين هما الأبيض والأسود كأنه يشاهد فيلمًا قديمًا، عمى ألوان ثنائي اللون: وفيه يكون الشخص غير قادر على تمييز ألوان معينة فلا يستطيع التمييز بين الأخضر والأحمر أو الأصفر والبرتقالي.

إذا نظرنا لإمكانية العلاج من هذا الاضطراب نجد أنَّ الاضطراب الناتج عن العامل الوراثي لا يمكن علاجه أما المكتسب يتم علاج بعض الحالات منه ويرجع ذلك لسبب حدوث المرض، فإذا كان الماء الأبيض هو السبب فى عدم القدرة على تمييز اللون فإن إجراء جراحة الماء الأبيض ستُعيد للشخص قدرته الطبيعية على رؤية الألوان، وإذا كان دواء بعينه هو سبب عمى الألوان فيتم التوقف عن أخذ هذا الدواء.

كما توجد بعض الحلول المساعدة لاضطراب رؤية اللون وذلك بارتداء العدسات اللاصقة الملونة أو عدسات النظارات الملونة أو ارتداء النظارات التي تعوق الوهج من الضوء الساطع، فالشخص الذي يعاني من عمى الألوان يستطيع الرؤية بشكل أفضل عندما لا يكون الضوء ساطعًا.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!