مقالات

الانتقام سلاح ذو حدين

الانتقام صفة غير محمودة في البشر، فهو سلاح ذو وجهين، فإذا أصبح الانتقام عن طريق جريمة أو إشاعة شائعة مبالغ فيها للإساة إلى سمعة شخص فهذا ليس من حق المنتقم وفي النهايه سيؤدي به إلى طريق مظلم يعرف بأرق الضمير.

وما أدراك ما أرق الضمير! فإذا نظرنا وتمعنا في ذلك ونحن جميعًا سمعنا عن المجرمين والقتلة عندما ينتهون من جريمتهم، ويخلدون إلى النوم فنجدهم مختنقين لا يستطيعوا أن يغمضوا جفونهم في سلام.

وكم من جرائم حدثت قبل إعدام المجرم عندما ينتهي من جريمته ويرى ضحيته تؤرقه في أحلامه، أيها السادة فإذا انتشرت إشاعات عن شخص برئ، فإن الله عز وجل لا يغفل ولا ينام، فإنه من أسماؤه عز وجل أنه هو المنتقم الجبار، وهي من صفات الله تعالى.

ومعناها المبالغ في العقوبة لمن يشاء المسلط بلاؤه على العصاة المذنبين قال تعالى: (إن الله عزيٌز ذو انتقام) وقد يكون للإنتقام صور كثيرة نفسية، أو جسدية، أو فقدان.

ولكنه غير محبب أن نتحدث عن الإنتقام فالعالم يتحدث عن المحبة والسلام والتنازلات والحياة اللطيفة التي تعتمد على السلم لا الحرب، لأنه إذا انتقم كل شخص من الآخر لمات الجميع ولم يبقى أحد على قيد الحياة.

قال غاندي: (لو كانت العين بالعين صائبة إذًا سيكون العالم كله أعور) فأنواع الانتقام عديدة منها الانتقام بالقانون، والانتقام التلقائي، والانتقام بالنجاح، والانتقام بالكلمات، وكلٌ يعرف قدره.

فلنتحدث عن الانتقام الذكي أيها السادة الناتج عن فكر ويجعلك تشعر أنك أخذت حقك بالعقل وليس باليد، مما يجعلك في أعلى مرتبة، وأعلى مهابة من ذوي اليد حيث هؤلاء لهم الأقوى منهم حتى يضعهم عند حدهم.

لكن الأذكياء تكون لديهم هيبة نفسية ولديهم رهبتهم لدى الآخرين، التي تجعل منهم محترمين وغير قابلين للإهانة أو التطاول، ويحتسب لهم ألف حساب في المكان والمجلس الذين يجلسون فيه.

عزيزي القارئ إن الراحة النفسية بعد أخذ الحقوق حيث تنتقل من وضع الضعيف المكسور، والشعور بالخزي إلى الشعور بالقوة، والقدرة أنك مسيطر تمامًا على حياتك ولا أحد يستطيع أن يهينك أو يتعدى عليك دون أن يأخذ جزاؤه.

فالانتقام بالقانون محبب حتى تسترجع جزء من ثقتك وتضع سلام لنفسك بدلًا من الهروب من المشاكل حتى تتراكم وتصير كوارث.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!