مقالات

سُكنتي

✍️داليا محمد

لم كل هذا الإرهاق والألم؟
لم نصبح أنا وأنتِ رفاق!
كنت أكره قربك منى وتشبثكِ بى لهذه الدرجة؛ لكن فى نهاية المطاف اكتشفت أنه ليس لى رفيق غيرك يا وحدتى، لازمتينى سنين طوال، أصبحنا عشرة لا نتفرق عن بعض، رفيقة دربى الوحيدة.

قرأت مقول للمهندس أيمن عبد الرحيم يقول: “أنت عايز حد تعيش معاه بشكل أقرب بكتير بعلاقتك بأمك وأبوك وأخواتك، دا احتياج نفسى فطرى اللى أحنا بنسميه فى الإسلام السكن، حد تسكن إليه”، هذه المقولة خلاصة لما نمر به من تخبطات ونكسات؛ ناتجه من الشعور بالوحدة.

نغوص فى أعماق أعماق أوجاعنا نستسلم للوحدة؛ لكثرة الهزائم المدمية، فى الوحدة نجد الأمان والهدوء وراحة القلب، ولكنها غول كاسح يتغذا على طاقتنا الإجابية وأحلامنا، تترك صاحبها جثة هامدة توطنته هالة سوداء شاحبة ليس لها ملامح يصير كيان هالك خاوى الحياة، فى معركة نخوضها دائمًا بدون توقف لا يعلم عنها أحد صارت هذا القتال جزء لا يتجزء من كياننا فى كل نفس، فى كل ضخة دم فى كل رمشة.

رسالة لرفيقتى الوحدة” أنا وأنتِ لم يختر أحدنا الأخر؛ أنتِ فرضتى على، وأنا فرض عليك، وأنا ألجأ إليك بعد كل إنكسار فى روحى، أجلس فى ذلك الركن الموحش المعتم، فهلا كنتِ رفيقتي التى تهون على ولا تُثقليها، ساعدينى فى تجميع ذاكرة خيباتى، تُلملمين معى رباط جأشى، تداوين أسهم الخذلان، تُمسكى بيدى تخطين معى جميع دروبى؛ لحين وصولى إلى سُكنتى.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!