✍️ داليا عماد
نسمع في المجتمع ترديد الكثير من المصطلحات بين أفواه أفراده منها ما هو صحيح ومنها ما يُطلق على شيء ولا يحمِل معناه؛ ففي تلك المصطلحات تباين خفي لا يعلمه الكثيرون، منها المبدأ والأساس.
مبدأ الشيء هو أوله ومادته التي يتكون منها، وهو في ذاته أمر بديهي لا يقبل البرهان، وعلى ذلك تكون المبادئ الأخلاقية هي القواعد الأساسية التي تقوم عليها الأخلاق وما يخالفها يُعَد مبدأ غير أخلاقي، فهي مجموعة قواعد وضوابط أخلاقية ومعتقدات فكرية يمكن استخدامها في التمييز بين الصواب والخطأ والحلال والحرام وغير ذلك من متناقضات الحياة.
ومن هنا يتبادر في الذهن جملة شهيرة يرددها الكثيرون “المبادئ لا تتجزأ” فما مدى صحة تلك العبارة؟
أقول لك هي عبارة بها نسبة خاطئة وليست مُسلَّم بها، وهذا ينطبق على المعتقدات والمبادئ المجتمعية، فالمجتمعات العربية تختلف ثقافتها ومبادئها عن المجتمعات الغربية، ولكن ما لا يتجزأ هو مبدأ الشخص في مختلف المجتمعات فمن ينساق تجاه التيار مُغيرًا مبادئه لأجل مواكبه ظواهر العصر الذي ينتمي إليه لا يُطلق عليه صاحب مبدأ.
وإذا نظرنا لتعريف الأساس تجد أنَّ كل مجال من مجالات المعرفة المختلفة عادة ما يشتمل على عدد من العناصر التي تُعَد أساسية في تكوينه، ومن الممكن تعريف الأسس بأنها المبادئ الأساسية التي تقوم عليها وتتكون منها أي معرفة، فمثلًا هيكل البناء الخاص بالمنزل هو أساسه، وعليه يتمكن المنزل من البقاء واقفًا دون السقوط ففي حالة غياب هذه الأساسات يستحيل تأسيس المنزل بشكل ناجح.
فالفرق بين المبدأ والأساس أنَّ المبدأ يختلف حسب المجال الذي يتم استخدامه فيه، فقد يدل على المعتقدات الثابتة عند الأشخاص ويدل على المعيار العلمي الذي تقاس عليه آراء ومعتقدات العلماء، أما الأساس هو الذي تقوم عليه تعاليم مهارات الحياة مثل تعلم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية، فالأسس هي البدايات التي تقوم عليها أي نوع من أنواع المعرفة في الحياة.
وعليه فإن المبدأ يختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر لكن الأساس هو قاعدة ثابتة لا تتغير.
