
يبكي الإنسان ويتألم إذا افتقد المنطق في التعامل مع البشر، وافتقد حرية التعبير، وأصبح حلقة محشرج حشرجة الموت، أصفه بالإنسان الذي ابتلع سمًا في حلقه ولا يستطيع التنفس أو التحدث أو التعبير عما بداخله.
لا تتحدث عن الغدر بل تحدث عن الشكر لأن الله تعالى كشف لك أقرب الناس، وحتى إن قتلوك غدرًا اشكرهم لأنهم بعثوا فيك القوة والنجاح، عزيزي تخلى عن ضعفك لأنك الأقوى بمكافئتك من الله عز وجل.
حقًا إنها الخبيئة ياعزيزي التي ربما لا تدري ما هي عند الله تعالى، أو ما هي القوة التي تمتلكها، فهي لم تكن أبدًا قوة الضعيف ولكنها قوة الشكر وقوة النجاح.
تلك القوة التي جعلتك هرٌم أمام من انتقصوا قدرك وغدروك وأذاقوك مرارة الغدر، واستباحوا طيبتك ظنًا منهم أنهم قهروك، لا ياعزيزي بل هم المقهورين.
متى يغار منك المرء؟حين يراك أفضل منه ولايدري وحينها يكون هو الأضعف بسموم أفكاره وتكهناته المادية.
وتفاهاته التي يجد لذته فيها حين يسبك أو يهينك، فأنت الأقوى ببصمتك ونجاحك وتفوقك على أشباه الناس الذين غدروك.
عزيزي لا تمنح قلبك لمن لايقدر قيمتك ولا تبحث عنها في عيون الناس، ولا تندهش اذا بحثت عن قلبك ولم تجده، وبحثت عن مشاعرك ووجدتها تلاشت وبحثت عن أحلامك ولم تجدها.
واكتشفت أن السارق هو أقرب الناس إليك، فمن الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس أو عدو يؤذيك، على أن يكون ورائك كلٌب خائن.
أيها السادة إذا كان الأمس ضاع، فبين يديكم اليوم سوف يجمع الماضي أوراقه ويرحل عنكم، فلديكم الغد ولا تحزن على الأمس فهو لن يعود فثق يقينًا أنها رسالة شكر.