
إذا تحدثنا عن الأسباب الحقيقية وراء مقتل فتاة المنصورة ذلك الخبر الذي أربك العالم بأسره وأسقط القيم الإنسانية في المجتمع الشرقي، وأصبح عبئًا على كل أسرة مصرية مطالبة بالقصاص العادل لشهيدة المنصورة.
ولتكن تلك الأسباب أيها السادة الذي غفل عنها المجتمع بكامله من قدوة هذا الشاب الذي يدعى محمد عادل بعد أبيه وأمه في مجتمعه الصغير، فهو تربى في مجتمع قدوته أفلام عبده موته، وكلمات تشعل الصدور نارًا لشاكوش يقول مطلعها (لن تكوني لغيري، وأشرب خمور وحشيش).
أين ندوات الإعلام الصحيح من الإعلام المضلل كي نزرع قدوة المجتمع الذي هدمها هؤلاء..؟
ماهو المنتظر من شبابنا حين يسقط المجتمع وتسقط مبادئه؟
ماهو المنتظر من مجتمع أسقط نفسه بنفسه ليغير تاريخ ومبادئ أجيال لأجل تحقيق المادة من فيلم هابط لفساد أجيال بأكملها وتنتشر الجريمة فيه، أيها السادة هذه هي إحدى الأسباب الحقيقية.
بالإضافة إلى تلك الأسباب المخدرات التي تذهب العقل في المدارس والجامعات أين القائمين على الحد منها، والكافيهات والقهاوي التي يجلس عليها المراهقين لكي يتنسموا الهواء الطلق بعد جرعة عقار الاستروكس الذي يذهب العقل.
أيها السادة حينما نزرع القيم في المجتمع عن طريق الأفلام والمسلسلات والإذاعة المسموعة والمقروءة حينها أقول نحن في مجتمع قدوته أسوياء بلا جريمة،
أيها المجتمع المدني وحقوق الطفل أين أنتم من محاضرات خطورة المخدرات في المدارس والجامعات؟
وإنني أطرح الحل الحقيقي الذي غفل عنه المجتمع وراء هذه الجريمة الشنعاء، أن يقوم مجموعة من أساتذة الجامعات المختصين بإلقاء المحاضرات عن سنة أولى حب في الجامعات، التي تكسر مشاعر هؤلاء الشباب ولا يعرفون عنها شىء ويجهلونها ويشعرون أنه حانت نهاية العالم حين يفتقدونها.
بالإضافة إلى المحاضرات وتقوية الوازع الديني لدى الشباب، وهذا الحوار الذي أكتبه لايعفي القاتل من المسؤولية الجنائية فلتفتح أبواب جهنم له لإزهاق روح ملاك برئ.
فهو أيضًا ضحية لمجتمع أسقط قدوته في العشرينات والستينات فإذا سقطت القدوة سقط المجتمع بأسره وكثرت الجريمة، قال تعالى:( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ).