ابداعات

ليتنا لم نلتقِ

بقلم/مريم مصطفى سعيد

عندما كتبت لأيلول في سابع من تشرين أننا افترقنا، وجدت نفسي أكتب له عن بداية تقابلنا؛ عندما كنت في مزرعة عمي الأوسط، وقمت انت بمساعدتي؛ لأحمل حصاد، وشعرت حينها بنغزة تهز قلبي،حينها علمت أنها ستكون بدايه لعنه حبك.

وجدتني أكتب له عن لمعان أعيننا في أول مرة أعترفت لي بحبك، عن خجلنا في تلك المرة التي بادرت بمسك يدي بها وربطت عليها بلطف، أخبرته عن والدتك القعيدة واختك التي تملك ولدين زنجيين.

أخبرت إيلول عن مقهى احلامك، وكم تود أن تمتلك مزرعة ببيت دافئ على شاطئ البحر، كم تود أن تمتلك عائلة بسيطه وتتقاسم أنت وزوجتك كوب القهوة في الصباح، وفي نهاية اليوم تسرد لها صعوبات الحياة.

أخبرته عن كل احلامنا التي تتشاركها الان أمراة اخري.

أنا_ تلك الفتاة_ التي تصلي لربها يوميًا، وتستغفره طوال اليوم لو نظرت لوجه رجل، جعلتني أحبك و ارتكب أكبر معصية، كان معصيه حبك دينية، وشخصية.

في الخامس من أغسطس أخبرتني، انك تحب الفتيات ذات الشعر القصير، وعندما ماتت أمي أقسمت أن لا اقص شعري؛ لأنها كانت تحبه، فجعلتني اصوم بدل عن هذا القسم؛ لاجلك انت وليته كان بالنفع.

في السادس والعشرين من حيزران كتبت لأيلول بدلًا عنك وأخبرته عن حزني؛ لفقداني احدى ربطات الشعر المفضلة لي، لا أعلم لما أخبرت إيلول بذلك ؟ولكن عرفت حينها أنك سقطت من عيني حينما استبدلتك بشخص اُخر وكنت اُخر من افكر به.

أتعلم لماذا؟كنت أنا الشخص الاكثر تضحيةً، والأقل سعادةً كنت أنا ذلك الشخص اضحوكة السهرة، والأكثر عطاءً، وحنانًا ، لا اعلم إن كنت ضحيةً حبك، أم أنني كنت أكبر مغفلةً بهذه القصة.في الحقيقة، عندما جلست مع ذاتي في هذا الصباح، وانا أحمل كوب القهوة الفرنسي، وجدت أننا لو لم نلتق، لما فطر قلبي ، وإن لم يفطر قلبي؛ لما كنت هذا الشخص ما أنا عليه الآن.

أصبحت أكثر نضجًا؛ اكتسبت من أخطائي القديمة التي كنت أنت أكبر تلك الأخطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!