تعد مصر وجهة سياحية مميزة؛ لكونها تتمتع بموقع جغرافي رائع، وتحوي العديد من الآثار التاريخية التي تنتمي لحقبات مختلفة، إضافة إلى المناظر الطبيعية والبيئية الخلابة، كما أنها تتسم بكونها مقصد سياحي رخيص مقارنة بوجهات أخرى؛ وبالتالي تعد خيار ممتاز للسائحين من مختلف الجهات.
في إطار هذه السلسلة سنلقي الضوء على بعض الوجهات التى يقصدها السياح أثناء وجودهم بمصر، وهذه المرة وقع الاختيار على محمية رأس محمد بجنوب سيناء.
هي من أبرز معالم سيناء السياحية، سُميت هكذا لأن أجزائها البحرية والبرية تظهر وكأنها رأس رجل له لحية، وبسبب طبيعتها الخلابة يصفها البعض أنها من أجمل البقاع؛ حتى أنهم يدعونها بجنة الله على الأرض.
أما عن موقعها الجغرافي فهي تنحصر بين خليجي العقبة شرقًا، والسويس غربًا، وحافتها الشرقية عبارة عن حائط صخري مع مياه الخليج المتواجد بداخلها الشواطئ المرجانية في أعماق محيطها المائي،كما أنها محاطة بكافة جوانبها البحرية بالشعاب المرجانية؛ مما كان له أثر فريد في تشكيل الحياة الطبيعية فيها.
تم اعتبارها كمحمية طبيعية من قبل السلطات المصرية في عام ١٩٨٣، وتعد الثانية من حيث الأهمية على مستوي المحميات الطبيعية في العالم؛ كونها تجسد نظام ايكولوجي متكامل من حيث مياه البحر الزرقاء ذات الألوان المتدرجة، الطبيعة الجبلية والصخرية الخلابة، طقسها المعتدل نسبيًا، هواءها النقي؛ وبالتالي تُعد لوحة طبيعية متناغمة بشكل فريد من نوعه.
كما أنها تعد مقصد بيئي مميز بسبب تمتعها بتنوع بيولوجي فريد يشمل:- نباتات جميلة كالمانجروف والشورى، احياء بحرية كالدرافيل، اسماك القرش، الترسة البحرية إضافة إلى العديد من الكائنات البحرية النادرة، الطيور كاللقالق، الصقور، النوارس، الحيوانات البرية كالوعل النوبي، الثعالب، الضباع، الغزلان، الأرانب والماعز الجبلي، وجميع هذه الأنواع نادرة الوجود ومهددة بالانقراض.
الحقيقة لا تقتصر أهمية المحمية في الجانب البيئي والطبيعي وحسب، بل إنه يمتد إلى الجانب الرياضي كونها تحوي أكثر من ١٢ شاطيء يتمتعون بتشكيلة مميزة من الطحالب البحرية، والأسماك والشعاب المرجانية؛ وبالتالي تمثل قبلة لمحبي الغطس والسباحة.
وبالرغم من أن محمية رأس محمد تعد وجهة سياحية رائعة في مصر، لكن بلادنا تحوي العديد من المقاصد السياحية التي تجذب روادها من كل حدب وصوب.
