باكورة نبضت فأشعرت الأجواء الثقافية بالحركة المستدامة بلا هوادة حيث كانت مجموعة النورس الأدبية والثقافية والفنية ليست الوحيدة في طور امتداد الفكر الأحسائي العريق بل هناك الكثير من المؤسسات والمنتديات والمجموعات بمختلف أنماطها تتنافس لبروز أكبر قدر كيفي وكمي إبداعي لمبدعي الاحساء مدنا ً وهجرا ً وضواحي و تناغمت المخرجات فكان لمشروع الكتاب الاحسائي “إضاءة ” مجموعة من مؤلفي الاحساء الدور الأبرز في هذا الحين ، لكون الإصدار الأول ذات أوجه مختلفة انصب معينها تحت إناء واحد يحفظ الإرث التاريخي الأدبي للمنطقة ولم يقتصر على ذلك فحسب بل أصبح كدليل لمن اشترك في هذا المحيط من مشروع الكتاب لسهولة الوصول للمبدع والمثقف والأديب حيث ذوبان جليد المدارس والأطياف والتصنيفات في إطار مؤلفين اختلفت تطلعاتهم ووجهاتهم وميولهم الكتابية حتى أصبح اقرب ما يكون إلى تراجم وسير ونماذج من أعمال المشاركين فيه فنجاحٌ بانت قوائمه ركيزة وحث كبير على إثراء النجاح بالديمومة ذاتها حيث الإقبال المتلاحق للإصدار الثاني، فالثالث، الرابع، الخامس وحتى السادس منه والذي بدت معالمه تسمو على وبعيدا ً عن العتاب الذي لا لون له فلون النصب أكبر من العثرات ورغم إيماننا بأن كل باكورة لها وهجها المشاهد للعيان ، إلا أن التوثيق والحث عليه أكبر ناحية إيجابية ، إضافة إلى إبراز أسماء لم يكن لها نصيب من الناحية الأدبية أو الإعلامية بغض النظر عن النضج الإبداعي الذي يوده النخبة، فكان احتضان مجموعة النورس لهذا الهم الثقافي الذي لا يكاد أن يجف عرقه إلا بتتويج لم يقف على القناة السعودية الثقافية في إبراز ذلك ، بل ساد بالتبريكات والتهاني على المواقع الشخصية والصفحات العائدة لنا عبدالله البطيان والصديق الشاعر محمد بن ناشي وكان لمجموعة السعفة الاحسائية احتفالية بأعضائها لما خدم من فكرة تنصب في ذات النهر الذي يخدم رفع سقف الوعي لأبناء منطقتنا الحبيبة،وكذلك بدفع وتأييد ومساندة من مشهد الفكر الأحسائي بشتى الطرق، فهنا ثمرة إبداع وجمرة متوهجة تحترق بصدور أصحابها المحترقين شوقا ً ليدٍ بيد كي تشع الأحساء من مؤلفيها كما كانت، وإزالة جميع العثرات التي تصد حركة الإبداع .
هاهو الضوء السادس بين أيديكم رغم أني على العهد والوعد إلا أن جهد كل واثق ومؤمن بهذا العمل يتضح للعيان مع كل إصدار.
