ابداعاتخواطر

بين الوحدة والأنس الزائف

كتبت: ولاء صلاح عبد الكريم

خاطرة

عن الوحدة التي نختار أن نعود إليها بإرادتنا، فبالرغم من كونها مؤلمة يوجد هناك جانب من الأمان فيها، فالعلاقات قد تؤنس ولكنها أيضًا قد تمنح الكثيرمن الألم، وهذا بالظبط ما تحمينا الوحدة منه، فإلى أين تأخذنا الوحدة؟ إلى ذلك المكان حيث نتألم في وحدتنا لدرجة لا نستطيع العيش بها، وفي نفس الوقت لا نستطيع العيش مع الآخرين قد يكون؛ لأننا اعتدنا على الوحدة، أو لأننا لم نجد سوى… أنس زائف.

إنه ذلك النوع من الأنس الذي نهرب إليه حين يشتد علينا ألم الوحدة ظانين أنه الأنس الذي يريح قلوبنا ويضفي على أوقاتنا السعادة، ولكن نصطدم بحقيقة أنه زائف وأنه يجردنا من كل ما قد نكون، شخصياتنا وما يميزنا، حتى ندوبنا وآلامنا، تلك التي نفتخر أننا مازلنا صامدين بالرغم من وجودها، يشير إليها بقسوة ويعلن اعتراضه وسخطه منها كوننا أصبحنا مشوهين، فيميت ما تبقى بداخلنا من بذور السعادة، التي حاربنا بضراوة أن تبقى بداخلنا رغم كل الظلام الذي عاشت به.

نلجأ إلى عالم وحدتنا؛ فلا فائدة ترجى من حب نكتسبه على حساب راحتنا نفقد فيه ما يميزنا وما ينير قلوبنا، جمال الحب والقرب أن يكون بما يريحنا معًا، وبما يمنحنا الحرية الكاملة لكي نكون نحن كما نحن، بل أن نحب أنفسنا أكثر بذلك القرب، رحم الله قلوبًا من شدة الوحدة تهرب إلى ذلك النوع من الأنس الذي يسلبها ما تبقى من نور قلبها!

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!