
عزيزي السيد “ق.م”
أطيب التحيات وبعد…
كيف حالك سيدي؟
سيدي..جاء أغسطس مرة أخري، يحمل به ثلاثين يومًا من الثقل، ثلاثون ليلة من عدم الراحة، ثلاثين ليلة من الوحدة والألم الذي لا يشفي.
كم أن أغسطس قاسي يا سيدي.
أتعلم..؟
أكتب لك والهواء يداعب شعري، أجلس أسفل العزيزة فوزية، أتعلم أن فوزية هي شجرة البندق التي تملكها جدتي بمنزلها؟
إن لم تكن تعلم فقد أخبرتك الآن، وإن كنت تعلم فقد ذكرتك لن يضر بشيئ.
أتذكر..؟
في السابع من حزيران العام السابق، عندما قمت بأخذي لمزرعة قديمة، كم كانت رائعة وكانت بها أشجار بندق مهولة؛
حينها علمت أنك تحبه كثيرًا.
بعثتني الجدة لأكتب لك خطاب شكر، لا تعلم أنني أخبرك كم مرة أفرش أسناني باليوم، كدت انسى من كثرة الثرثرة،
أشكرك يا سيدي علي تلك البضائع التي أرسلتها لنا.
ليت جميع رجال مثلك.
سيدي
في الحقيقة أنا أكتب لك لأنك بداخلك جزء مني، أشعر أنني أكتب لها، أعذرني إن كنت أثرثر ولكن فقدانها كاد يقتلني، أشكرك علي محاولة تعويضي، ولكن شيئ يعوض فقدان عزيزي.
لا أود الإطالة عليك سيدي،
أعلم أنك كثير المشاغل، ولكن أدعو الله أن تكون رسائلي خفيفه علي قلبك، لا لتكون سبب ضجرك وإنما تكون كالوقوف لاستنشاق نسائم الهواء وسط يوم شاق.
دُمت بخير سيدي.