ابداعات

السيد “ق.م”

كتبت: مريم مصطفى سعيد

مع أطيب التحيات..
كيف حالك سيدي؟
قررت البلدان أن تتلاعب بنا مرة أخرى، فماتت العائلة ومعها دفئها وسكينتها، مات الأصدقاء وماتت معهم عهودنا وأحلامنا، مات الحبيب وبُدل الأبيض بالأسود.

مات العم صالح الجار الطيب الخلوق؛ أثر الضرب برصاص دفاعًا عن عائلته، حتى الآن لا أعرف من سيعطيني الحلوى في السابعة صباحًا من كل يوم؟

أتعلم؟
صديقتي عائش اليوم توفت أيضًا، بُتر ساقها أثر مشادات الحرب، ثم هلعت عائش وماتت.
أتعلم أن عائش كانت تود أن تصبح راقصة باليه؟

أتعلم سيدي
لم يعد أطفالنا يعلهون، أتعلم لما؟
طلقات الاحتلال أصبحت تشبه عزف الطبول لنا، أصبحنا نهلع لو لما نسمع تلك الأصوات.

كل يوم يدفن طفل جديد يا سيدي، وتدفن معه أحلامه، فهذا حلمه طبيب وهذا حلمه أن يصبح معلم، ولكن لوهلة أدركت أن أطفال يريدون السكينة والدفئ.
فكم من المؤسف أن لا تجد السكينة في بيتك!

سيدي..
أخاف أن تكون تلك آخر كلماتي، أظن أنني في يوم سأُقتل من جنود الاحتلال بعد البصق على وجوههم.

وداعًا سيدي وإن كان بالعمر ملتقى، فلنلتقي مرة آخرى.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!