ابداعاتقصص

لعنة أصابت حياتي

نانسي هندي

مرت أيام وليالٍ، وأنا أعاني من كوابيس مرعبة ومزعجة، أعاني من أحلام اليقظة والواقع، إلى أن أتى اليوم الذي لم أتمناه لألد أعدائي.

في اليوم العاشر من شهر محرم، دق جرس المنزل، فذهبت وفتحت الباب، فإذا به الراقي الشرعي الذي أخبرتني صديقتي عنه، رحبت بهثم أفتتح حديثه قائلًا:

_أحكي لي عن تلك الأحلام والكوابيس المزعجة التي حلمتي بها ليلة أمس.

فنظرت له متسائلة بإندهاش:

_وكيف عرفت أنني رأيت كابوس مزعجًا؟

رد عليَّ قائلًا:

_فهمت هذا من نظرات عيونك، عيناك تحمل الكثير من الخوف بداخلها.

بدأت أقص عليه رؤياي

_لقد حلمت بقصر مظلم يبدو عليه الغموض من الخارج، لقد شاهدتُ نفسي محتجزة ومقيدة في هذا القصر، ثم ظهرت فجأة فتاة شكلها مرعب، كان لديها قرون سوداء، وكأنها شيطان، وبدأت تلك الفتاة تتكلم معي.

_أنتِ لستِ وحدك في هذا القصر، بل أحتجزتُ كل عائلتك معك، ويجب عليكِ أن تسلمي لي روحك وهذا لن يحدث سوى بإنتحارك، وإن لم تفعلي هذا سأقتل عائلتك واحدًا تلو الآخر.

فأجابتها قائلة:

_وإذا رفضت وقاومتك، ماذا ستفعلي؟!

فضحكت ضحكة كاد قلبي أن ينخلع من مكانه عندما سمعتها وقالت:

_ستضطرين إذن أن تجتازي الإختبار، كي تخرجي أنتِ وعائلتك من هنا بسلام، ولو أني اشك في هذا.

_سألتها بيقين وما هو الإختبار؟

ردت عليَّ بكل غضب

_عليكِ أن تحلي هذه الألغاز، وإذا أخطأتي، سأقتل عائلتك فردًا تلو الأخر ولا تنسي يا ياسمين أنك من أختارتي، صحيح نسيتُ أن أخبرك أنكِ تجلسين في غرفة تحت الأرض في هذا القصر، وبعيدة كل البعد عن أفراد أسرتك، هيا لنلعب ونستمتع.

مرت لحظات وأنا أحاول فك اللغز، ومع كل لحظة تمر كان قلبي يرتجف من الخوف، وبدأت أذكر الله، وما إن ذكرتُ اسم الله، وجدت قيودي تنفك، وبدأ القصر في الإنهيار، وهممت بالفرار، وعندما خرجت وجدت جميع أفراد أُسرتي بأمان، ووجدت تلك الفتاة مقيدة وتصرخ بأعلى صوتها لن اتركك يا ياسمين، وحينها شعرت بالآمان، ولكن ما أحزنني أنني نسيت أن الله هو المنقذ الوحيد لي، فكيف لي أن أغفل عن ذكر الله من البداية.

رد الشيخ قائلًا:

_هذه شيطانة ماكرة، لقد أختطفتك إلى الأرض السفلية لأنها تريد أن تسيطر عليكِ، وهذا هو عالمها، كانت تحاول أن تلهيكِ عن ذكر الله؛ عن طريق تلك الألغاز وبعدها تستحوذ على روحك وتقتلك، ولكن إيمانك وثقتك بربك أنقذتك من شرها وانتصرتي عليها، فحمدًا لله.

فهمست قائلة:

_الحمدلله الذي منع عني شر كاد يلحق بي وبعائلتي، ولكن أريد ان أسال سؤال الآن، من تلك الفتاة التي تطاردني في أحلامي وفي واقعي؟ ومن تكون؟ أشعر بأنني أعرفها منذ زمن بعيد.

فرد الشيخ قائلًا:

_لا تقلقي منها، فتلك الفتاة ذُبحت وقُتلت ظلمًا وجاءت لتستنجد بكِ، لأنكِ أنتِ الوحيدة القادرة على إستعادة حقها وتبرئتها.

فتسألت متعجبة:

_وكيف هذا؟ ولماذا أخترتني أنا بالتحديد؟

يتبع….

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *