وجدت غرابًا ميتًا على سريري، انتأبتني شعور الهلع والخوف حينها، ولكنني حاولت أن اتماسك، فاقتربت من الغراب ووجدت قطعة قماش مربوطة في رجله، ولكن الغريب في الأمر أن قطعة القماش هذه تشبه قماش فستاني الضائع، أمسكت قدم الفراب، وأنا احاول أن انتزع قطعة القماش هذه من قدمه، وعندما انتزعتها وجدت مكتوب عليها اسمي بالمقلوب، وحول اسمي مكتوب كلمات غريبة لم استطيع قراءتها.
في نفس اللحظة، بدأت الاضواء تشتعل وتنطفيء من تلقاء نفسها، وعندما نظرت حولي، وجدت الجدران يُكتب عليها بالدم لغة لا أفهمها واعتقد أنها نفس اللغة المكتوبة في قطعة القماش.
- ” ألم أخبرك من قبل بأنني لن أتركك يا ياسمين”_من المتحدث؟ من؟ هذا الصوت أظن أنني سمعته من قبل
وفجأة رأيتها أمامي تلتصق بالحائط، نعم رأيتها تلك الشيطانة، التي احتجزتني في قصرها، ولكن حينما رأيتها كان هذا مجرد كابوس، فكيف تحول هذا الكابوس إلى حقيقة؟أدرات وجهها لي وقالت بإستهزاء:
- مشكلتك يا ياسمين انكِ لم تفهمي من البداية، انني انا مصيرك وقدرك الملعون، عاندتي وقاومتني، وظننتي انكِ لوذتي بالفرار بسبب قراءتك لأيات دينك، وظننتي أنها ستحميكِ، ونسيتِ انك مخلوق ضعيف من طين، لن تستطيع هزيمتي، فأنا سيدتك العظيمة، ملكة الأراضي السفلية.
اجبتها صارخة:
- كيف تجرؤي على قول هذا، فسيدي ومؤلاي هو الله يا ملعونة، مهما تجبرتي في الأرض، ومهما أذيتي بشر، فنهايتك معروفة في كل الأديان السماوية، مصيرك هو النار، تلك النار التي خلقتِ منها، سيأتي يوم وستحرقك.
نظرت لي بغضب وقالت بصوت مرعب:
- نهايتي ستكون في أخر الزمان، ولكن نهايتك انتِ ستكون الآن يا ياسمين، نهايتك ستكون مثل هذا الطائر، فمصيره يرتبط بمصيرك، فاليوم يكون العاشر من محرم, وهو اليوم الموعود لك، ستكون نهايتك بعد دقائق.
- نهايتي لن تكون الآن يا ملعونة، الوحيد الذي يعلم موعد نهايتي هو ربي، ولستِ انتِ، الله وحده هو من يقرر مصيري ولستِ انتِ، مهما طغيتي في الأرض فعليكِ لعنة الله.
وبعد لحظات، اغمضت عيني وبدأت أقرآ اية في القرآن﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾
وحينما فتحتُ عيني وجدت كل شيء مرعب قد اختفى، حتى تلك الشيطانة ليس لها اي اثر، وعندما نظرت بجانبي وجدت امل تبتسم لي.
وتقول: والآن حان الوقت لأساعدك كما يتبع….
