مقالات

أكليين الحرام

إذا تحدثنا عن أكليين الحرام، من منا يعيش ويسعد ويستحل الحرام كما أراد؟ كلا يا سادة إنها لعنة الحرام التي تعد ظلمات ليلُ كاحلُ على كل سلالة هذا الإنسان، منذ الخطوة الأولى في حياته حتى آخر نهاية جرعة للحرام في حلقه.

كلا أيها السادة إنها لعنة الحرام تصيب كل السلالات من الجد حتى الابن، حدثوني فقالوا كيف ينام وكيف يأكل وكيف يعيش؟ وقد ضحك على هذا وأمرض ذاك وظلم تلك بذكائه، لا والله لن يهنئ آكل الحرام في الدنيا قبل الآخرة؛ حتى يرد المظلمة إلى أصحابها.

لأن اللعنة تصاحب هذا الشخص حتى في نومه، وفي سكونه، وفي لحظات سعادته، كيف تتراجع ابتسامته من على وجنتيه؟ أراها لا تخرج من القلب، أراه تعيسًا.

فإن له معيشة ضنكًا فعلًا وحقًا تحاوطه التعاسة من كل مكان يغرق فيها حتى القاع، كأنها بحرُ يسبح به ولا يستطيع العودة إلى الشاطئ.

أقسم لك يا سيدي يا من حللت الحرام لنفسك والله لو عينيك ودعواتك اخترقت بسرعة البرق سور الكعبة؛ لن يرضى الله عنك حتى يسامحك من ظلمتهم والذين استوليت على ممتلكاتهم بذكائك الداهية.

ففكر لحظات فيما جنت يداك هل أنت سعيد هل أنت مريض هل تضحك من قلبك؟ هل أنت تعيش في رغد وهناء يستحق كل الذي فعلته في حياتك من أكل أموال إخوتك؟

قد يمنحك القدر ذكاء داهية ليكون نقمة لأفعالك، ونهاية سيئة لنهاية يعاقبك بها، قال تعالى:(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

يا سيدي يا عابد الدينار يا آكل الحرام هل أمنت مكر الله؟ يمهلك الله نعم يمهلك ويراقبك؛ ليراك ويختبرك ويعطيك أكثر ويمكنك من هذا وذاك، وليس ذكاء وفطنة منك؛ ولكن ربما يكون عقابًا لك.

فاحذر أيها المسكين الطاغية من أخذ بسن الحياء فهو باطل ومن أخذ بالحيلة والدهاء فهو باطلُ، ومن أخذ بالذكاء فهو قمة الحرام، اتمرغ وافترش النعيم يا ابن آدم.

ستجده شوكًا ترقد عليه إذا كان سيغمض لك جفن، اشتري يا عزيزي العربات الفارهة، اكذب اسرق غيرك، اسعد لحظاتك، وما هي إلا لحظات في الدنيا سوف تبكيك وتكتب نهايتك، وسترد كل الحقوق في الدنيا قبل الآخرة.

تذكر يا عزيزي أن حارث عقارك ربما يكون مبتسمًا من قلبه عنك، بل والأكيد أن أولاده صالحين عن أولادك، الذين مكنتهم وأسعدتهم وأعطيتهم من الحرام جرعات؛ لكي تسعدهم.

لا لا تدعي أن حظك عسر في أولادك وأنهم فاسدين؛ بل إن الله يعاقبك بهم وليس عليك هداهم لأن لو حتى صدقت لتشتري الجنة وقد قرأت من القرآن ما يكفيك لأن الله لا يسامح في حقوق العباد حتى يسامحوك هم أنفسهم.

ولن تستطيع يا عزيزي شراء الجنة بهذه الحيل، فمظلمة حقوق العباد تخص العباد أنفسهم، مهما قرأت من القرآن ما تشاء حتى وإن قرأته كاملًا، ولكن متلونين الأوجه ليسوا أذكياء؛ ولكن سيفضحهم الله عاجلًا غير آجل.

قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا».

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!