قصص

عُقوق الآباء للأبناء

آية جمال

أية جمال

في يومٍ ممطر يقسو بهِ البرد كُنتُ جالسة أسفل غطائي أحتسي كوبًا من النسكافيه الساخن وأشاهد التلفاز حين سَمعتُ ضجيجًا يأتي من الخارج؛ فأسرعتُ حتى أرى ماذا هناك؟

حين خرجتُ ووجدت أبي ينهمر بالضرب على أمي حينها اشتدت عليَّ الصدمة ووجدتُ نفسي أسرع للدفاع عنها؛ فعندها دفعني بأقصى ما يملك من قوةٍ حتى وقعتُ على الأرض وخُبطَت رأسي وأغمى عليَّ في الحال، لا أدرك ماذا حدث فيما بعد؟ لقد أصبح كل شيءٍ مثماثلًا في كرة سوداء أمامي.

بعد مرور وقت لا أعلم كم مدته فتحت عيناي، وجدتني نائمة في فراشي وأمي جالسة بجواري، اعتدلت وجلست أنا الأخرى وبدأتُ أحادثها: أمي هل أنتِ بخير طمنيني عليكِ؟

ردت عليّ: أنا في أتم حال، أخبريني ماذا حدث لكِ؟

أجبتُها: لقد رأيتُ ما حدث، ليس هناك داعِ لتكذبي عليّ هذه المرة أيضًا يا أمي.

أجابتني ببرود تام وهي تزيح عيناها بعيدًا: ماذا حدث؟ وماذا رأيتي؟

أجبتُها: عندما كان أبي يضربك، حاولت الدفاع عنكِ، لكنه دفعني بعيدًا، ولا أعرف ماذا حدث فيما بعد؟

أجابتني: ماذا؟ هذا لم يحدث بالطبع، عندما كنتُ في المطبخ سمعتُ صوت صراخك فأتيت مزعورة ووجدتكِ نائمة وترتجفي من البرد فغطيتك وجلست بجوارك حتى إستيقظتي، هل كنتِ تحلمين؟ وتركتني وذهبت.

إشتدى بي الأسى وهربت دمعة من عيناي فجأة عندما تذكرت ما كان يحدث لي عندما كنت صغيرة، كم كان أبي قاسٍ جدًا معي، كم المعاناة والإهانة والتعذيب التي تتلقاها أمي بالرغم من ذَلك فإنها تظل صامتة لا تشكي ولا تبكي، هذا ليس لأنها ضعيفة بل لأنها تريد أن نحيا في سلام وسط عائلة، أن لا نكون أيتام بالرغم من أن أبي على قيد الحياة.

لم أتحمل أكثر من ذَلك طفح كيلي، سنوات وأنا أتحمل وأستمع لها وأصمت لكن هذه المرة ذهبت خلفها، لماذا تكذبين عليّ وأنتِ تعلمين جيدًا أنني أعرف كل شيء؟ لماذا تتحملين كل هذا؟ وهو ليس له أدنى حق فيما يفعل.

أجابتني بخوف وهي تنظر خلفي: ماذا تقصدين؟ ومَن تقصدين بهذا؟

أجبتُها: هذا ما تسمونه بأب وهو لا يعرف ما تحمله هذه الكلمه من معانٍ
عندها فُجئت بيدٍ تسحبني من الخلف و..

1 2الصفحة التالية
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!