قصص

عُقوق الآباء للأبناء

عندها فوجئتُ بيدٍ تسحبني من الخلف وتصفعني كفًّا على وجهي كاد أن يوقع فكاي أرضًا من شدتهِ.

شهقت أمي من الصدمة، وأخذتني في حضنها، وقالت: لماذا فعلت هذا بها؟

رد أبي عليها: ألم تسمعي ما قالت؟ وَفي الواقع هذه هي المعاملة التي تستحقينها أنتِ وأولادك، لقد تحملتكم أكثر مما ينبغي، وتركنا وذهب.

في هذه اللحظة نظرت لأمي بعيون باكية وسألتها: هل ستكذبين عليَّ هذه المرة أيضًا؟ هل ستخبرينني بأنه يهيئ لي؟ بالطبع لن تستطيعي لأنني الآن في كامل استيقاظي، وقواي العقلية.

ردت عليَّ أمي: ماذا تنتظرين مني أن أقول؟
هل تودين أن أُبرر لكِ؟
في الحقيقة ليس لدي أي تبرير؛ فَأنا لم أفعل أي شيءٍ خاطئ؛ فَكُل ما فعلتهُ لِمصلحتكِ ومصلحة أخواكي.

رددتُ عليها في ذهول: لكن يا أمي ألا ترين ما يفعلهُ معنا؟ كيف يعاملنا؟
دعكِ من هذا، ألا ترين كيف يعاملكِ؟ حتى أنه تزوج عليكِ، وعندما علمتِ بهذا لم تتفوهي بأي كلمة، أمي أرجوكِ استيقظي لم نعد نحتاجه الآن، أصبحت ناضجة بما يكفي، يمكنني البحث عن عمل وتولي أمرك أنتِ وأخواي.

نظرت لي لبرهة في صمت، ثم قالت: لا تتحدثين في هذا الموضوع مرة أخرى، في الأول والآخر إنه أباكِ وأبا أخواكي، يحق له أن يفعل بكُم ما يشاء.

ولو عليَّ فإن ديننا حلل مثنى وثلاث ورباع، ويحق له أن يتزوج متى يشاء ومَن يشاء، ولو على المعاملة فليس لدي أي مشكلة بها، ولا أرى بها أي خطأ، وتركتني وخرجت.

ماذا كان سيحدث إذا لم تعارضني أمي وقتها، وسمعت ما أقول؟
لم أكُن أحكي لكم حكايتي من أمام قبرها الآن، في الواقع إن قلبي ينفطر حُزنًا، لا أستطيع وصف ما أشعر بهِ بالتحديد، أو ما هو حالي هذه الأيام، كيف أعيش؟
أين أعيش؟
ماذا حدث فيما بعد؟
فَكُل هذا لا يَهُم، فَمَا يَهُم الآن أنه ألقى بي أنا وأخواي في الشارع بعد موتك يا أمي، لكني وعدت نفسي أنني لن آتي لرؤيتكِ إلا وأنا معتمدة على نفسي اعتمادً كليًا، لا تقلقي فَقد وجدتُ عملًا وكل شيء أصبح على ما يُرام، وأعتني بأخوايا جيدًا مثلما وعدتك، لكن الشيء الوحيد الذي ليس على ما يُرام هو قلبي، فقد اشتقت لكِ كثيرًا يا أمي.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
الصفحة السابقة 1 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *