ابداعات

السيد “ق.م”

كتبت: مريم مصطفى سعيد

مع أطيب التحيات..
كيف حالك سيدي؟
هذه المرة ترددت لأكتب لك، تسائلت عن ماذا سأخبره، هل أخبره أنني في قطار أرحل عن بلدي التي أصبحت فريسة للغزاة؟

كم أن الفراق قاتل سيدي
كنت أشاهد في تلفاز لحظات الفراق، لكن لم أتوقع أن أكون بطلة إحدى تلك المشاهد يومًا ما، فكم من المؤلم أن ترحل وتترك ورائك العائلة والأصدقاء والحبيب.

رحلت رفيقتي العزيزة
دون أي سابق إنذار فبكيت حتى كادت أعيني تنزف الدماء، بكيت على ذكريات الطفولة التي لا تعوض، بكيت علي كل ثانية قضيتها معها، بكيت على رفيقة الصف والدرب على كل الأحلام التي هدمت، ولعنت الفراق والبلاد والأشخاص ألف مرة.

أتعلم سيدي..؟
أخاف أن يفطر قلب أطفالنا عندما يبلغون، أخاف أن تؤلمهم صفعات الحياة، فكم من المؤلم أن يعلمون أنهم لن يستطيعوا تغير العالم، ليس هنا أشخاص جيدون كما يظنون، ولا يوجد بطل خارق يساعد الفقراء.

سيدي
أودعك الآن ليس لأني لا أريد الإطالة، ولكن أود أن أودع الوطن لآخر مرة، أريد أن أبكي عليه لآخر مرة.

وداعًا وطني العزيز وإن كان بالعمر ملتقى فلنلتقي مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!