
كتبت: الشيماء أحمد عبد اللاه.
المعيشة أصبحت صعبة للغاية، التكاليف تزادد يومًا بعد يوم، وتالا ومايلا لا يقدران هذا، إنهما يتشاجران دائمًا على أتفه الأسباب، وحينما أوبخهم بأنه لم يكن لدي ما يمتلكونه الآن، يوبخاني ويقولان: أمي لقد كان هذا قبل 100 عام، لن نستمع لمحاضراتك كل مرة هكذا، لقد طفح الكيل.
علا الصوت أرجاء المكان، وجاء جاك والدهما، وقال: ماذا حدث؟ لما كل هذه الضجة؟ أخبرته مايلا أنها لا يمكنها استعمال كل شيء مع أختها، وأيضًا تكلمت تالا أنها لا تستمع بمشاهدة الأفلام التي تشاهدها مايلا، بل وتريد تلفازًا لكليهما، وأن أمنا تعيد لنا نفس المحاضرة، وأنه حينما كانت في عمرنا كانت تتشارك كل شيء مع إخوتها، وأنه لم يكن حينها لديهم تلفاز، شعر الأب بالضجر من تصرف بناته، وقال: نعم كنت أنا وأخي نرتدي نفس القميص، وكان لدي تلفاز بقناتين وكنت مستمعًا حينها، لم يستمعا مايلا وتالا، وغادرا الغرفة متمتمين بكلمات غير مفهومة، ولكن ملامحهم كانت غاضبة جدًا.
هنا قرر الأب والأم عمل خطة محكمة؛ لتعليم هاتين الفتاتين الصواب، وأنهم لن يرضوا بما يقتنوه؛ حتى يُسلب منهم.
صباح اليوم التالي أخبر جاك ابنتاه أنه لديه عمل طارئ هو وزوجته، وعليهم المكوث مع الجد لثلاثة أيام، زمجر كل من تالا ومايلا ووافقا على مضض، وبدأت تنفيذ الخطة، وتم تجهيز كل شيء، وذهبوا إلى الجد، وكانوا سعداء؛ لأنه يملك تلفازًا، وأيضًا شبكة واي فاي، وقالت تالا: جدي، ما كلمة سر الاتصال؟ قال الجد: لا أعلم عزيزتي، نظرت مايلا إليه وقالت: كيف لا تعلمها جدي؟ كيف سنتصفح الإنترنت؟ تبًا لذلك.
قاما بتشغيل التلفاز عوضًا عن شبكة الاتصال، وإذا بهم لم يجدوا غير ثلاث قنوات فحسب، صرخت مايلا وقامت إلى الجد، وقالت: أين باقي القنوات، قال الجد: هذا ما لدي، ثلاث قنوات، وأنا سعيد بهم، اتركي هذه القناة، أحب هذا البرنامج، تعالا لتشاهدانه معي، جلسا على مضض، ولكنهما ضحكا من القلب، مرت الثلاث أيام، وهم يتشاركون كل شيء تقريبًا، شعرا بالسعادة الغامرة، وأتى جاك لأخذهم للمنزل، وقال أحضرت لكم مفاجأة، ملابس لكل منكما، هاتف جديد، وتلفاز، نظرا إلى بعضهما البعض، وقالا: لا نحتاج كل هذا أبي، لقد أدركنا الكثير من الأمور، ويجب علينا أن نرضى بما معنا؛ لئلا يُسلب منا، علمنا الجد الكثير، سُلب منا كل شيء كان هنا، في البداية كنا لا نستطيع، ولكن مع الوقت، أدركنا أننا في نعم كثيرة، ويجب علينا أن نتشارك كل ما بوسعنا مشاركته، وأن الرضا بالأشياء القليلة، هي نعمة كبيرة.
تأثر الأب والأم كثيرًا، وقالت الأسرة في صوت واحد، لن ترضى بالشيء؛ حتى يسلب منك.