مقالات

العنوان: ميدوسا الأسطورة الإغريقية تثير جدلًا واسعًا على السوشيال ميديا في ظاهرة التحرش

الكاتبة : إيمان الحسيني

ظاهرة ميدوسا الفتاة الإغريقية تملأ صفحات السوشيال ميديا، وتتصاعد هذه الظاهرة حتى أصبحت حديث الساعة وتريند اليوم، وقد انتشرت صورة ميدوسا رمزًا لكل من تعرض لجريمة الاغتصاب وتم وضعهاكصورة بروفايل على الصفحات الشخصية.

أسطورة ميدوسا الفتاة الإغريقية حدثت قديمًا وعاشت في زمن بعيد، ولكنها عاشت ولم تندثر حتى اليوم، الأسطورة الأبدية التي أصبحت حديث الساعة الآن؛ عندما كثرت جرائم الاغتصاب في المجتمع استعادت الأسطورة رونقها من جديد وأصبح الفتيات والشباب يضعونها رمزًا على صفحاتهم لجريمة حدثت لهم.

وتحكي الأسطورة عن فتاة إغريقية تملك من الجمال الكثير وقد أبهرت كلًا من الناظرين إليها، خاصة إله البحار والزلازل، الملك بوسيدون إله البحار كان على خلاف مع الملكة أثينا، فقرر أن ينتقم من ميدوسا الكاهنة التي كانت تملكها، وفي بعض الروايات قيل إنه اغتصبها، وقد قيل إنها ضحيه له، أو إنها مقتنعة بعلاقتها معه

فميدوسا حاولت أن تصلي؛ لكي تسامحها أثينا ولكنها رفضت صلاتها ولعنتها وحولتها لشكل قبيح، وجعلت الرجال حين ينظرون إليها يتحولون إلى حجر، حتى جاء البطل بيردوس وقطع رأسها ووضعها على الدرع؛ لكي تبقى عبرة لغيرها

وأصبحت ميدوسا مثال للضحايا الناجين من الاعتداء وتريند التيك توك ، وقد كتب رواد السوشيال ميديا على صفحاتهم عبارة أغنية(لو كنت أعرف إن دا اللي هيحصل كنت هروح؟).

وقد أثارت صورة ميدوساوهي رمز الاغتصاب حديثنا اليوم عنه وآثارة على الشخص الذي تعرض للاغتصاب؛ فالاغتصاب يعني تعرض الشخص للهجوم على جسده رغمًا عنه وسلبه حق من حقوقه التي يمتلكها ويتعرض للانكسار في ذاته وهذا من أبشع الجرائم الإنسانية، التي يصعب وصفها لدى الأدباء، والكتاب، والمفكرين، ولدى منظمات حقوق الإنسان.

وحين نتحدث يا سيدي عن الاغتصاب في الطفولة، أو الكبر، أو لدى الفتيات والشباب نجدة بصمة لا يستطيع من يمتلك القدرة من الأخصائيين على حلها، لأنها أصبحت عقدة نفسية لدي الشخصية التي تعرضت للاغتصاب أن تستعيد ذاتها من جديد.

ونجد كثيرًا في محاضر الشرطة التي تحمل في طياتها وتفوح منها رائحة اغتصاب الفتيات، وليس الفتيات فقط وإنما الشباب أيضًا، ونسمع صرخاتهم في المحاكم أنهم مهددين من أهل الجاني بالتنازل عن هذه المحاضر، ولا يكتفون بهذا بل نجد في مجتمعنا الخوف الشديد من الفضيحة وأثره على زواج الفتاة في المجتمع مما يستدعي الأمر لترك الضحية حقوقها لأجل المجتمع الشرقي وأفكاره.

وإذا تطرقنا أيضًا إلى هوية المغتصب والأسباب التي أدت إلى ذلك فهي في الأساس قلة الدين بين الشباب وانتشار الأخلاق المنحدرة والبيئة التي يعيش فيها، وكثرة الأفلام الإباحيةالتي جعلوها محور حياتهم، هؤلاء الشباب انحدرت اخلاقهم إلى إدمان المخدرات وحب الشهوات.

وقد ذكر المركز الإحصائي أن معدل حالات الاغتصاب في لندن أكثر من ٢٢ ألف حالة منذ سنة ٢٠١٤ ونجد أن الولايات المتحدة من أكثر معدلات الاغتصاب عالميًا، وقد نستطيع الحد من تلك الجريمة بالتوعية الدينية والندوات في المدارس والجامعات، وأن نغلظ العقوبة على الجاني وأن نترك للفتاة المساحة لكي تحكي بدون خوف من المجتمع ويساندها منظمات حقوق الإتسان.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *