إيمان عتمان
مُصابٌ أنا بالرُهاب من الفقدان، أهاب أن أفقد أيّ شخص مرَّ داخل حياتي، عابرٌ كان أو مُقيم لفترة من الوقت، وكل مَنْ أدرك رُهابي وخوفي الدائم من الفقدان، جعل من نقاط ضعفي هذه نقاط قوة له.. يستغلونها جيدًا، يصبون غضبهم وحقدهم وبعض أمراضهم داخل قلبي.. مع ضمان قوي أنني دائمًا معهم، لن أذهب بعيدًا ولن أتخلىٰ عنهم؛ فأنا مريض الرُهاب هُنا.
كلما التزمت الصمت وجاريت الأحداث، كلما وضعت أحزاني داخل جوفي ولم ألفظها، أصبح الخذلان أقوىٰ والصفعة أشد، كلما أدركوا أنني هادئ ومتنازل.. كلما زادت دعساتهم فوق روحي.
«وضعت يدايّ فوق أُذني لأسمع الصراع الكبير الذي يتخللني»
هذا العالم بشع بكل الطرق، هؤلاء البشر يأكلون قلبَك نيء ولا يلتفتون لسقوطك، يأخذون ما يريدون _ علىٰ حساب نفسك _ ويسيرون كأن شيئًا لم يكن.
سأظل هكذا حقًا؟
هل سيزول الشر يومًا!
هل سأبقىٰ بينهم بهذا الشكل! يأكلون قلبي وينعمون بِصمتي!
«أضع رأسي فوق وسادتي، تتسلل بعض الدموع إلىٰ وچنتايّ، ثم أُردد داخل خاطري»
أشتاق لأيامٍ أتمنىٰ عودتها مجددًا، أحلم أنْ أُغمض عينايّ وأشعر بكل مشاعري كسابق عهدي، أُريد أن أطمئن، أكون بين المُحبين لي، الذين يجعلون المستحيل ممكن لأجلي، أشعر بالحُرية.. أُريد تحرير مشاعري أجمعها بدون حدود.
يا الله..
الشتات الذي يَقتلني يُقلقني للغاية، يُقلق حياتي، نومي، مستقبلي، أشعر بـالتِيه من كل الجوانب، ساعدني يا الله، أرجوك.
أتيتُ إليكَ متوسلًا؛ فلا تتركني وحيدًا.