ابداعاتخواطر

الصمت القاتل 

بقلم: يارا فيصل وندى يحيى 

  

في ليلة كانت تبدو هادئة ولكن بداخلي 

كان يثور بركان صامت تأملت سقف غرفتي عندها وكأنني لم أره من قبل.

اللون الأسود يخيم على الجدران وأنا صامت أنظر إلى وسادتي، عيناي تُود البكاء ولكنها عاجزة عن ذلك، وكأنها جفت من ذاك البركان الذى ينتابني.

شعرت حينها وكأن نبضات قلبي بدأت تختنق شيء ما يقترب أشعر بظله ولكني لا أراه ، هدووء يسود الأرجاء وكأنه هدووء ما قبل الموت، تلك المرحلة التي نُسلم فيها ونستسلم لكل شيء للثواب والعقاب ، نفلت أيدينا بكل ما ركضنا للإمساك به لسنوات، لقد بات كل شيء باهت والآن حان وقت انفجار تلك القنبلة الموقوتة يبدو أنها النهاية.

نهاية ذاك العالم الكالح الذى كان ضدنا في كل شيء، كنا نتقاتل على تفاهات ليست لها قيمة، ونسينا أننا يومًا ما سنكون رفاة تحت الثرى، ومع كل ذلك أشعر بغصة في قلبي، تريد إخباري بشيء، تريد تنبيهي، وإنقاذي مما سيحدث لي، فأصبح وجهي شاحب لا أعلم ماذا أصابه.

اعتدت كثيرًا على الركض الركض نحو الحب والخوف والشك وحتى الركض الآن إلى هاوية الموت أركض وأنا اقف ثابتًا مكاني تتوقف أنفاسي وتشنقني أفكاري كل ليلة ، أسميه الموت المُكرر حيلة يفعلها جسدي لأتوقف عن الركض نحو اللاشيء ولكن هذه الليلة تبدو وكأنها حقيقة ، ينتابني شعور لم ألمسه في كل الليالي الماضية رغم تشابه الأعراض ، ربما هذه نقطة النهاية. 

حقًا هى النهاية، تلك الحقيقة التى حاولت جاهدة أن أخفيها، وأتلاشها، لكى أصمد لمواجهة ذاك العالم، أتنفس، أتحدث، أعيش، وإن كان كل هذا بلا لون، ولكنني أردت المواجهة، والمحاولة مرة أخرى، ولكن لا مفر من الحقيقة حقيقة أنها النهاية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!