ابداعاتخواطر

لم أنساكِ

إسماعيل السيد 

 

لقد عُدت في هذا المساء 

ثملًا،

كنت بحاجة لاكتشاف هذا الشعور عن قرب،

هذه الخفة الزائفة،

هذه القدرة المخيفة على ارتكاب الصبر 

هذا الحزن الإباحي المُخل.

ثم فكرت،

كنتِ تحبين هذا الضعف القوي فيني،

هذه الهشاشة التي يتطاير لعابها الساخن،

حين أضمك،

حين أهمس في أذنك،

بينما تنصت اللحظة والنافذة والفراش،

كيف مضى كل هذا الوقت دون أن نتعانق ونبكي قليلًا؟

ونضحك كثيرًا،

ما يميزني حتى الآن 

أن كل إخفاق يذكرني بكم أحبك 

كل امرأة تخرج من بين أصابعي، حين أقتفي أثرها، أكتشف أنني أقتفيكِ أنتِ،

لهذا يضيعن جميع النساء،

لقد خسرت امرأة من جديد ينبغي أن تعرفي،

وها أنا أبحث عنكِ لا عنها،

لقد تذكرتكِ كيف تبتسمين في الحزن لا كيف كانت تبتسم، 

حتى صورها تبدو غبية،

لأنك لستِ التي على جواري في الصورة الفاضحة.

لعلنا كنا صغار،

نلهوا بعداد أعمارنا 

ونكتشف في بواكير اللذة كيف نرتشف عرق الظهيرة، تعب الثياب، وجع الحقائب من الهدهدة،

لعلنا كنا أصغر 

من أن نرتكب جرم العناق الطويل 

الآن،

والحرب في البيت تنشأ بين الجدار وبين الدخيل،

والحرب تقرأ في دفتري، اسمكِ مكتوب بالتمتمة، 

والحرب تُسمي الملاءة تلك 

تلك التي نسينا فيها الوطن.

 

لقد عُدت في هذا المساء ثملًا

وتذكرتكِ،

لأن عصفوران حزينان شاكسا غصن مانجو،

لأن السحاب كان أقرب من سلك الكهرباء،

ولأن أبي حين صلى العشاء قرأ 

عن إمرأة أغوت يوسف وصنعت تاريخها.

تذكرتك،

لأن الساعة السادسة مساءًا كانت أطول من السادسة،

ولأن المصباح كان أقل توهجًا

ولأن جسدي كان بحاجة لامرأة تمرر فمها الرطب على بعض أجزاءه،

ولأن امرأة كان ينبغي أن أحبها كما اتفق النص،

ولكنها لم تكن كما اتفق الحب.

 

تذكرتكِ دائمًا

كما أفعل كلما خسرت امرأة 

وكلما شعرت بالحوجة الملحة للحب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!