إيمان عتمان
لكل امرأةٍ شخصية تختلف عن غيرها، لكل منهن طريقة للتعبير عما يشعرن بهِ، طُرقهم في التعبيرِ والحديثِ مختلفة، حتىٰ نظراتهم، حزنهم، سعادتهم تختلف من واحدةٍ لأخرىٰ.
العقدة لا تكمن في الشخصية القوية أو الضعيفة أو حتىٰ المتمردة، العقدة تكمن داخل قلب المرأة الكتومة، التي لا تستطيع التعبير أو البوح بما تشعر بهِ، كلما حاولت الحديث ابتلع الكتمان حديثها؛ فتتألم.
تقف أمامك صامتة، لا تعرف ماذا تقول؟ ولكن قلبها يتحدث، عيناها تتلعثم.. تريد أن تضع يديك فوق قلبها حتىٰ تشعر بما تُريدك معرفته.
هي لا تريد أن تُغضبك أو تُثير حفيظتك، هي فقط.. تريد أن تهدأ بجانبك، تطمئن، تشعر أن حديثها لن يُساء فهمه، تُدرك أن يديك لن تصفعها وإنما ستُربت علىٰ كتفها، اللمسةُ مِنكَ تُشعرها بالأمان..
«تخيّل ذلك، المرأة تطمئن بلمسة من يديكَ.»
في بعضِ الأحيانِ تأتي إليكَ، ثم تتطلع داخل عينيكَ وتقول: أيمكنكَ أن تضُمني بعض الوقت؟
هذا فقط ما تُريد لا شيء آخر، لا أكثر ولا أقل، تُريد أن تضع رأسها فوق قلبكَ وتشعر أنك تحميها من كل ما يُؤذيها، حتىٰ تحميها من نفسها؛ فتهدأ رويدًا رويدًا.
المرأة الكتومة ليست بضعيفة إنما يُلجمها الخوف ويجعلها تفكر دائمًا أن الكتمان أفضل بكثير من عواقب البوح، لذلك لا تسأم من فتاةٍ غلف الخوف قلبها، اعتادت أن تحل كل مشاكلها وحدها، لم تطلب العون يومًا، لا تستطيع، ولم يكن هناك مَنْ يُعلمها المشاركة والحديث والثرثرة، هي مستمعةٌ جيدة ولكن ليست متحدثة جيدة، إن سألتها تُجيب وإن لم تسأل لن تستطيع البوح.