أخبار

منطقة رأس الحكمة: هل هي صفقة اقتصادية أم سياسية

✍️ يوحنا عزمي

حالة من التفاؤل شعر بها المصريون بعد الإعلان عن صفقة استثمارية كبرى في منطقة (رأس الحكمة) في الساحل الشمالي سبب التفاؤل هو إحساس المصريين أن مصر لديها من الإمكانات والخطط والبدائل ما يجعلها قادرة على الإنتصار علي أزماتها العابرة وأنه في الوقت الذي يحاول فيه الشامتون إثارة جو من الانهزامية والتشاؤم والشماتة والاتجار بمعاناة الناس يكون هناك من يخطط في الظل لإيجاد الحل، والخروج من الأزمة بطريقة لا يتوقعها أحد

الملامح المعلنة من الصفقة – حتى كتابة هذا المقال – تتحدث عن استثمارات مباشرة بالعملة الصعبة يتم تحويلها لمصر من مستثمرين عرب لبناء مدينة سياحية ضخمة في الساحل الشمالي، تنمية هذه المنطقة سيقوم بها تحالف ضخم يضم شركات مقاولات مصرية كبري، والناتج سيكون منطقة سياحية عالمية لا مثيل لها على شواطئ المتوسط يأتي لها السائحون على مدار العام ليشكلوا دخلاً مستمراً بالعملة الصعبة لعشرات الأعوام القادمة، أن هذا هو أفضل أنواع التمويل الممكنة بالعملة الصعبة التي نحتاجها لسداد التزاماتنا فهذا التمويل ليس قرضاً علينا سداده.. وليس ناتجاً عن بيع شركات ناجحة يختلف الخبراء حول تقدير قيمتها وأسعار أسهمها.. ولكنه تمويل ناتج عن استثمار مباشر، وعملية تمويل مستمرة لعشر سنوات قادمة على الأقل وفق مراحل المشروع، وتشغيل لآلاف العمال والمهندسين والفنيين ومصانع الحديد والأسمنت.. الخ

وكافة الصناعات المتعلقة بالبناء.. ثم إن المشروع بعد بناء فنادقه ومشروعاته هو نقطة جذب للسياحة العالمية واليخوت والطائرات وكافة أنواع السياحة.. ثم هو مصدر دخل دائم لخزينة الدولة من خلال الضرائب علي الأرباح.. لذلك فهو جدير بإثارة سعادة كل من يحب هذا البلد، وجدير بإثارة حقد كل أعداء مصر، وكل من كانوا ينتظرون – واهمين – انباء معاناة أهلها، أو سقوطها لا قدر الله، اذ سرعان ما انطلقت سموم من حسابات مزيفة.. أما للتشكيك في جدوى الصفقة في إنعاش الاقتصاد المصري أو للادعاء الكاذب أن الصفقة مرتبطة بترتيبات سياسية لا وجود لها سوى في أذهان أصحابها، فالتاريخ يثبت أن مصر أكثر من يلتزم بثوابت القضايا العربية عموما والقضية الفلسطينية خصوصا، وأن مؤسساتها لا تفرط في ثوابت أمنها القومي حتى بحبة خردل، ولا يتعارض هذا ابداً مع وعيها ووعي العالم بحجمها السياسي، وأنها أكبر من أن تسقط وأعز من تعاني، واخطر من يتصاعد غضبها وغضب شعبها تحت ضغط الأزمات..

من يحب مصر سيري الجانب المشرق في علاقة سياسة مصر باقتصادها.. ومن يكره مصر سيري الجانب المظلم بلون نفسه لا بلون الحقيقة.. و سيتضح – كما في كل مرة – أنه وأهم وكاذب ومضلل.. مثل كل مرة أيضًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!