بقلمي / يارين مصطفى.
الخامس عشر من أغسطس عام ألفين وعشرين.
لم يكن عليكِ فعل ذلك. لمَ تركتِ المجال لي لفعل ما أشاء؟ أكنتِ تخالين أنكِ ستفلتين من العقاب مثل كل مرة؟ كنت مجرمةً بحق ذاتك قبل الآخرين ويجب أن تنالي عقابًا يليق بهذا الجحود، حتى الآن لا أعلم ماذا أكتب عنكِ؛ هل أقول الحقيقة أم أتجمل؟
داخلي يتزعزع لمجرد التفكير بما فعلتِ، أتعتقدين أنني كنت عادلًا معكِ، لا أظن أنني تساهلت معكِ، أكان يجب أن أضاعف جرعة الألم كثيرًا؟ صرخاتكِ لم ترويني، هذا الظمأ لم تكفيه دموعكِ الذابلة تلك، عيونكِ احتاجت للمزيد من الفزع داخلها.
ليس من السهل الفرار عزيزتي، لا قتل طفلتكِ لم يكن سبب حصولي عليكِ، لدي أسباب عميقةً قليلًا على ما أظن، ما كنت أبحث عنه فيكِ لم أجده، دعوت أن أجده لأنقذكِ وأنقذ نفسي ولكنكِ خذلتيني مجددًا، وبالنهاية لقد كنت تستحقين.
ضحكاتي الهيسترية هذه تَعني سعادتي، طعم هذه اللذة لا يُقارن.. كان مختلفًا، كنتِ متعة من لون آخر، أعجبتني عيناكِ ولون خصلات شعركِ فاحتفظت بهم، أما عن ما حدث بكِ فأنا راضٍ بالنتيجة على ما أعتقد ولو أنني رغبت بالمزيد ولكننا بخير هكذا.
فكرتُ لأشهر بكيفية موتكِ، تشتتُ، تبعثرت ولكن وأخيرًا عرفت وجهتي خير معرفة، طعنكِ لم يكن كافيًا، وتلك المطرقة وهي تُهشم رأسكِ لم تُثيرني، قلبكِ وهو ينبض نبضاته الأخيرة بين يداي كان إحساسًا مريحًا لم أتذوق مثله من قبل، ولكن مهما حدث ستظلين فصلًا غامضًا لا أرغب بكشفهِ.
الخامس من يناير عام ألفين وأربعة وعشرين.
الضحية الأخيرة:
هدفي هذه المرة هو الأسوأ بين الجميع، لن يُغفر له، يجب أن يدفع ثمن الآثام التي ارتكبها، روحه الشيطانية يجب أن تُعدم، تلك البذرة السيئة يجب ألا تنبت مجددًا، تلك الأعين المنبوذة يجب ألا ترى بعين شخص آخر.
هذا الشخص ليس بهين، أنه عقل ماكر، لا يجب أن أستهين بموتهِ، سأخطط جيدًا هذه المرة لطريقةٍ تليق به، نهايته ستكون أعظم إنجازاتي، جائزتي الكبرى وحينها ذلك المتفرج الصامت سيتحدث بعد كل تلك السنوات وأخيرًا، يجب ألا يفرُ من قبضتي.
فكرت لسنوات حتى أتي بمثل هذه الطريقه العبقرية، أولًا سأمزق فمَهُ ذلك الذي نطق بكلمات لا يجب أن ينطقها، و سأقتلع كلتا عيناه التي شاهدت واستلذت، وبمساعدة صديق سأحطم تلك اليد المُجرمة التي اعتادت أن تخطف أرواح الآخرين ، تلك القدم المتعفنه ستُبتر، ثم سأنتزع قلبَهُ الميت الذي لم يرحم أبدًا وأخيرًا سأشق عنقَهُ إلى نصفين، يا لها من نهاية مثالية له.
هذه المشاعر الغاضبة التي أكنها لا يمكنها أن تخمد، جحيم تلك السنوات سيزول أخيرًا، روح أنانية، ضعيفة،مثيرة للشفقة يجب أن تُدفن حكايتها للأبد.
“أيها الطبيب ماذا تفعل هنا؟ أنت تجلس هكذا منذ ساعات أأنت بخير؟”
“نعم لا تقلق، لقد وجدت فقط مذكرات ذلك الرجل، لا زال جسدي يرتجف مما قرأت، ما هذا الجنون يا صديقي،أكنت تتوقع يومًا أن تكون نهايته بفظاعة نهاية ضحياه”.
ولكن من هو ذلك الصديق؟