ابداعاتخواطر

لم يَعُد لك

روان خباز الحلبي “دِمشقيةَ”

لم أطلب الشرح منكِ يومًا، لإني كُنت أشعر بشعورك، وأفهم إحساسك من نظرة عيونك، وأعرف ماتريدين قوله من حركة شفتيك، اعذريني سامحيني، اقتليني.

اقتليني بدموع مُقلتيك، بفرحك وسعادتك ونجاحك، أدفنيني بين ثغرك، بين سحرك، ببن قلبك بين نبضك، واحبسيني.

 

احبسيني للأبد في أحضانك على راحت يديكي، بين عبق عطرك وبين نظراتِ عينيك.

 

لم أطلب منكِ يومًا أن تشرحي، ولكن الأن بعدي لمن ستحكي، لمن ستبكي، لمن سوف تسردي قصصك الخيالية، وأفكارك الطفولية، لا أعلم ماذا أقول، لقد تسربتي مين بين يدي مثل حباتِ الرمال الذهبية، سرقتُ شمس روحك ووضعت عوضًا عنها جمرة خفية،

تُشعل نار قلبك وتدووي بانفجارات نووية.

 

لم أريد الرحيل يومًا ولكن هذه هي الحياة تضعنا في مواقف لا نريدها ياحبيبتي، عذرًا لم يعد لي الحق في التفوه في تلك الكلمات، لم يعد لي الحق في مُغازلتك أو الإطراء على جمالك وبسمتك.

 سامحيني لم أكن رجلًا صادقًا، كانت مُهمتي أن أتفوت بوعود كاذبة ترضي غروري، و تقمع مشاعرك وتُهدئها، كمن يبخ المنوم في عصير المريض.

 

سيأتي من يستحقكك أعدك، سيأتي ذلك الذي يرعاكي، يحفظ ضحكة ثغرك ويُلبسك خاتمًا في يُمناكي، أقسم أنني أحبتتك بصدق، ولكن مرضي النفسي هو الذي تغلب علي، هو الذي كبح مشاعري، نفاها إلى قاع أمراضي النفسية، حيث تقبع فيه كُل شخصياتي المريضة والتي تخرج حسب الضحية الذي سوف أحبها.

 

أعترف لكِ أني المريض المتجول في الشوارع، أنا ذلك الذي يحب الفتاة وبعد تعلقها. إدمانها عليه يختفي من حياتها، يُعذبها يُحزنها و يُدمرها، ويستلذ على عذابها.

 

إن أضعتني يومًا ستجديني في المصحة النفسيه، ليس لأتعالج بل لأُعالج، فكيف للناس أن تشك في المعالج الذي يُتقن دور الضحية،نسيتي أن مهنتي تكمن في معرفة وإتقان لبس الشخصية، إنها الطبيب النفسي، صاحب النفسية المريضة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!