ابداعات

بنت غزة

جلال الدين محمد

 

وكأنها جاءت من قصص الأبطال الخارقين

 

بيد أنه أعتى الأقلام بلاغة تعجز عن رسم ملامح مثيلتها

 

هي أم ثكلى فجعت في أولادها وكانت كل ما ترغب فيه هو أن تغمرهم بحبها بينما تشاهدهم يأكلون مما صنعته يداها

 

فارتقوا قبل تناول فطائرها المخبوزة بكل حب

 

هي أخت فقدت السند الذي كان يمثله أخاها الأكبر، أو انفطر قلبها على شقيق أصغر اعتادت أن تراه يطوف حولها بألعابه في مرح

 

هي زوجة حرمها شيطان ساقط من السماء من رفيق درب كان لها المودة والرحمة في حياة قاسية

 

هي حامل أجْبِرت على وضع جنينها في ظروف غير آدمية، ودون توافر الحد الأدنى من الرعاية الصحية

 

هي عفيفة أغتصبت على يد ذئاب بشرية، وحرة اخطتفت من بين أهلها ولا يعرف احدًا لها مصير

 

هي جائعة تتقطع أحشائها كل يوم من شدة الجوع، بينما يكتفي العالم بصم آذانه في غرف مكيفة 

 

هي المؤمنة التي تقدم من فلذات أكبادها رجال يزلزلون الأرض تحت أقدام الظالمين حين تخرج الله أكبر من حناجر مُقبلين

 

المرأة في غزة… 

هي نموذج الصبر والتضحية والفداء 

هي العطاء من أجل العطاء…

هي أم المجاهدين وبنت الشهداء

 يكفي أنها بنت غزة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!