ابداعات

امرأة هشة

 

هاجر متولي 

 

كانت امرأة تقدس قلبها، تألف كل ما به من جمال، يفوح عطر الورد من أي مكان تسكن به، وكلماتها منمقة كثيابها، تريح المستمع رغم بساطتها.

 

امرأة تأثرك عيونها؛ لغموضها ولمزج القوة واللين بها، تراها مع الأطفال وهي تفيض من جنونها وبراءتها، وكأنها بعمرهم، تجعلك تتناسى أنها كانت يومًا قد حازت من العمر العديد.

 

يجذبها جميع صور الحب والسلام والأمان، أيًا كان مع من تكون، وبين من، يستهويها أن تكون من هؤلاء الذين يحبهم الجميع… ورغم ما بها فهي حريصة كل الحرص على المساس بقلبها.

 

امرأة هشة، أوجعها القدر ليال، وأيام، ولكنها ترفض أن يفعل بها المزيد، تواجه قوته ببراءتها، وتبكي من وهل ما يحدث لها من خسائر، وتصرخ دون إعلان لصوتها، وكأنها خلقت من زجاج.

 

ظلت تتعالى على كل ما بها، وكأن لم يكن بها شيء، حتى تثبت لذاتها كم هي قوية وتستطيع أن تتجاوز ما يجعلها أضعف من أن يخدشها جرح أخر من قريب أو بعيد.

 

فهروبها مما تواجهه أثبت ذلك، وبكائها عندما تنفرد بذاتها قد أثبت أيضًا، حتى أصبح حديثها عما تفقده قد ساد كافة كلماتها وهي لا تدري ذلك، أو ربما لا تستطيع اسكاته أكثر من ذلك.

 

ولكن الجميع يرى في ضعفها قوة، ووحدها لا ترى هذا، لأنها تبقى بعد كل ضعف بصورة أقوى، ولكن خدش القلوب يوجع، ولا أحد يعلم ذلك، وما تظهره ما هي إلا صورة قوة، تعلم أنها تلزمها حتى تستطيع أن تبقى، حتى أصبحت توازن سقوطها بدمعتين، وتحمل مشاعرها بداخلها، لعلها تنجو من صيادو النساء.

 

أصبحت امرأة يهابها النساء وكثير من الرجال، فوحدها ما جعلت ضعفها قوة، رغم ما يفضي عليها من حنان… تعلمك متى تحن، ومتى تقسو بكل احترام… كانت أمرأة هشة، وأصبحت امرأة الميزان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!