إسماعيل السيد
كانت امي الطيبة حين تنظف المنزل صباحاً
تجمع الغبار وتعجنه
ثم تخلق عدت فراشات لألهو بقتلها
حتى لا ازعجها
حين تجمع الصمت
لتعد الفطور
ولكن بطبعي المشاغب، تبولت في الغبار ذلك الصباح في غفلة عن أمي
وحين عجنت الغبار
خرجت البراغيث
وفي كل ليلة كما الآن، تعمل يدي
كمروحة سقف
لتبعد البراغيث
والبراغيث تظنني ربها، تطوف حول رأسي بأستمرار وتمارس التهجد
دهست سيارة قطة وهي تقطع الطريق
لم يتصل احدهم بالطوارئ، ولم ترسم الشرطة الحادث
لم تغمض امرأة عينيها فظاعةً
ولم تلفت تلك القطة انتباه المارة
كان للمسكينة ابنتان جميلتان
الابنة الصغيرة ذكية، انها تقفز بين الشرفات، لتسرق بعض الجبن
والخبز المحمص، ورغوة الصابون للإستحمام
أما الكبيرة فكانت ساذجة
تسرق جوارب، وماكنات حلاقة
تخيلو أنها سرقت ذات مساء قرص أذن من الذهب وتركت الخبز
لكم ان تتصورو كم كانت ساذجة
مثل امها.