سامح بسيوني
بنيت جسرًا من الأمل على نهر من اليأس، وحاربت بكل ما أوتيت من قوة؛ لأتسلح للغد، ورغم الضباب والصعاب أتمسك بحبال من الفرج، وأعلم أن مع العسر يسرًا كما جاء في الكتاب المنزه عن الشك والربب.
يا سحابة الرجاء خذيني إلى حلمي، واقذفيني في يم مليء بالحب، أحلم بمدينة طال انتظارها فيها من العدل والمساواة واليمن.
أريد أن أخرج من الظلم فهو ظلمات كبحر لجي في ليلة بهيمة الظلم، فقد سئمت النفس من طابور ملئ بالجور والطغيان والكفر.
تربينا على طابور الصباح في المدرسة، ورايته هي العصا والذل كنا نسير كقطيع من الغنم، وكبرنا على ذل ومذلة وأكملنا طابور الظلم من خبز وسجل مدني وصوت الشاويش يدوي فينا اليأس والانكسار والذل.
ومع كل هذا اليأس جئت ومعي أحبال دائبة؛ لأبني جسرًا من الأمل، وأقاوم أمواج عالية كجبال من الصخر.
واعتصمت هي هذه الحياة بشبكة فيها قليل من الطعم؛ لتكون زادًا لي في دنيا فانية الأجل.
والقيت بتلك الشبكة في يم واسع الأفق، والأمواج المتلاطمة تأخذني إلى جزيرة الصبر؛ لأغترف فيها من صبر أيوب أقوي به العزم.
وخرجت من جزيرة الصبر، أحمل معي الإيمان بالقدر، وأقف على شاطئ النهر؛ أنتظر سفينة نوح ففيها الأمن والأمل، وناديت على المتفائلين في الحياة شمروا سواعدكم بالأمل، واستعدوا؛ لنركب سفينة نوح فقد اقتربت من شاطيء اليم، فهي محملة بالآمال رغم الضباب وغيوم السماء وكثرة السحب.