آية عبده أحمد
نتمنى لو يمهلنا الوقت قليلًا؛ لنلتقط أنفاسنا، فقد قطعنا مسافة طويلة دون أن نستريح، لا نعلم هل الأحداث هي التي أضحت تمضي سريعًا أم نحن مَن نراها كذلك؟
تَعِب الطريق منّا، وأهلكتنا عثراتنا فيه، وحين نُصادف ما يدفعنا نحو بصيص أمل، نجد كل ما حولنا يتداعى، كأن الشقاء لا رفيق له سوانا، تخبّطتُ هنا وهناك، وقعتُ مرارًا وتكرارًا ولم أعرف ما إذا كنتُ بخير أم لا!
أُتابع ما أفعله بلا وعي، كأنني إنسان آلي صُنِع ليفعل الشيء ذاته دون إرادته، ويعامله الجميع كأنه بلا مشاعر.
في قاع بؤسي ذاك، ظهر الضوء من آخر النفق، وقد حلّقتُ في السماء كطائرٍ تحرر من قفصٍ حُبِسَ فيه طويلًا، الأمر أشبه بمعجزة، تلك التي تحدث قُبَيل اللحظات الأخيرة.
تبدّد كل شيء في ذلك اليوم الذي كان مميزًا للغاية، لقد طال انتظاري، لمعرفة نتيجة حصاد سنواتٍ جرداء وقاحلة، مضت ثقيلة على قلبي.
على مدى سنواتٍ طويلة، ما بين عثرات الطريق الذي أخذ أكثر من وقته، والمطبّات التي واجهتني، إلا أن كل ما يحدث لحكمة لا يعلمها إلا الله، فقد تعلمتُ من كل ما مررتُ به أن أكون صبورة، ولم أكن كذلك قبلًا.
ها أنا أُغمض عينيّ وكُلّي آذان صاغية، بعد رحلة علمية دفعتُ ثمنها باهظًا من عمري، سمعتُ اسمي على تلك المنصة، والجميع حولي يصفق بحرارة، مضيتُ بخطوات ثابتة، ودموعي حكت عن ألف قصة، لقد نلتُ، وتم منحي جائزة نوبل بعد آخر أبحاثي في مجال الفيزياء.