✍️بقلم/ انتصار عمار
على رسلك أيتها الرياح، حين تدنو نسماتك من كوخي الضعيف، من أعواد القش الذي أزين بها سقف بيتي.
وبوتقة الدفء التي أبحث عنها في ليلة شتاء قارس، تلتهمني برودته، وجسديَ المتعب من عناء سفريَ الطويل، وآلة الزمن.
التي جالت بي عصور قديمة، طوفت بها ومدن لم أرها من قبل، وهوى لم أعرفه.
فقابلتني بك، حيث شجرة الوعود التي تحمل أسامينا، محفورة بداخلها، وظلالها التي لطالما استظلتنا.
حيينا معها صيفًا، عانقنا فيه شمس أمانيه، ولهت معنا أشعتها الذهبية، وسكبت ضوءها في أعين هوانا.
وربيعًا أينعت زهوره في صفحات كتاب عمري، فصارت بساتين، يفوح منها عطر هواك.
وخريفًا تساقطت فيه أوراق كل مر، مررت به قبلك، وشتاء ما أحببت فصله إلا بك، ومعك.
فمعك عشقت زخات المطر التي تتمايل، ودقات قلبي حين تكتب لي، حين تحدثني.
حين أعانق سطور هواك، وتقبل عيني كلماتك.
دومًا كنت أخاف الشتاء، وأخشى ضعفي فيه، ووحدتي، حتى لاقيتك.
عشقت الشتاء، و تعطرت برائحة مطره، حين يهبط
يهطل وسحائب قلبي.
عشقته لأجلك، تمنيتك شتاء لا ينقطع، فلم اليوم تُلق بي في أحضان صيف دائم، يحرقني لهيبه!