آية عبده أحمد
تغرقني الحياة دومًا، وتحملني تيارات بحارها العصيّة، فتبعثرني، أحيانًا كنتُ أستسلم لها طوعًا، لكن الآن كل شيء اختلف؛ شعورٌ جميل سيطر علي، فقلب كل الموازين.
كان كل شيء عاديًا واعتياديًا، إلى أن رزقني الله بكِ.
حين جاءتني البشرى، أنكِ فتاة، أضحى لقلبي جناحان، وحلّق عاليًا بين الغيوم من فرط السعادة.
الأيام التي مضت من عمري كانت قاسية؛ فقط وجودكِ يا ليان بدّدّ كل الصعاب، أستيقظ من أجلكِ كل صباح، وعلمتُ معنى أن تشاهد قطعة من قلبك أمامك.
أحزن لحزنكِ، وأفرح لفرحكِ، أحاول بكل طاقتي أن أبعدكِ عن كل ما يؤذيك، وأن أمنحك الأمان دائمًا دائمًا.
تسعدني كلماتك غير المفهومة، ابتسامتك وأنتِ على وشك أن تَغُطّي في نوم عميق، نظرتكِ لي حين تستيقظين من النوم، هدوءك حين أضمك لحضني.
الليالي التي أصبحت آمنة؛ لأنها مليئة بتفاصيلنا معًا، وجميع الصور التي نلتقطها لنا سويًّا، والأشياء التي نتشاركها كملامحي مثلًا.
تعلمتُ أن أُقاوم من أجلكِ، يا لين العُمُر.
وخُضتُ تجربة الأمومة معكِ، بسببك عرفتُ ماهية خوف الأمهات على أطفالهن، وأمنياتهن، وتضحياتهن الجبارة.
لقد صالحتني الحياة بكِ، هنيئًا لي بابنة جميلة مثلك.