ابداعات

رسائل لم تُرسل

سامية مصطفى.

 

في البدء دعني أحدثك بشفافية عما كان يدور داخلي ريثما عرفتك، كنت أحدثني كل ليلة حتى أغدوا في النوم بأنك كاذب لعين، كيف يأتي الحب بهذه السرعة؟ الحب يا عزيزي كلما اقترب كلما ازداد ابتعادًا تمامًا كإمساكك بالرماد.

 

ثم أثرت وجداني، مخادع مثلك يعرف تمامًا ما تعشقه الفتيات كي تقترب منهن، مثلما ندعوها “لعبت على الوتر الحساس” أخذت تعزف ألحانًا عذبة متناغمة لا فرق بينها وبين الزائفة، رجل مُحنك ريثما تدعو نفسك.

 

غريب أنت تهجرني وتتهمني بالفراق؟ مازلت أشتاق، ما زال فؤادي ينتفض كلما رآك في أحدهم، ما زال يهمس لي بأنك ستعود.. يومًا ما ستضحى أحلامي حقيقة وأراك أمامي تبتسم وكأننا لم نتفارق قط، ما أشدّ ألم الفؤاد العاشق، كل شئ مثالي لا ينقصه إلا عيناك تضمني إليها بحنوٍ شديد، لِما الفراق يا عزيز القلب، يبقى السؤال مُعلق هكذا يقتُل كل أملٍ جديد في الحياة.. لِما؟

 

في النهاية قررت أن يكون اليوم الأخير في ذكرى ميلاد لعنتك عزيزي، أرى السؤال يدور داخل رأسك لمِا نعتك باللعنة وأيُ يوم أخير؟

 

لا ترهق نفسك بالبحث عن أجوبة فجعبتك مليئة بالزيفوقد سئمت منه لذا دعني أعطيك الإجابة الصحيحة.

 

اليوم وأثناء العمل خانتني دموعي، أثارت في نفسي شيء من الألم، شعرت بوخز في أيسر ترائبّي فهرولت أجفف دمعي كي لا يراني أحد، أنا التي لا ترف لها عين كيف تخونها الدمعة؟ 

 

مازلت أتعجب ماذا تفعل بنا الخيبات، لذا قررت أن أسدل الستار عن قصة وهمية اختلقتها أنت وصدقها عقلي ورفرف قلبي من فرط الإهام، فأنا أرقى من أن أبكي سيرًا في الشوارع أو خلف الأبواب خوفًا من أن يراني إحد، أنا اِمرأة قوية لا تُثيرها الآلآم.. نعم أتألم؛ لكني أقوى من الركود جانبًا فقد خُلقت من رحم والمُعاناة لكي أحيَّ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!