آية عبده أحمد
في قلب العتمة تجتاحك أعاصير وسيول عارمة من الأفكار، تحاول أن تشتت انتباهك وتتناسى ما يحدث، لكن يظل السؤال:
– أين المخرج؟
– هل سأقاوم؟
– ماذا لو انتهت حياتي هنا دون علم أحد؟
الكثير من التساؤلات دون إجابة.
أذكر المرات التي كنتُ أتذمّر فيها من حرارة الشمس، والآن أفتقدها جدًا، كما أنني كنتُ أبغض ضوء النهار، وأحب الليل أكثر، ها أنا هنا أتمنى لو يزورني النهار مرة أخرى.
في إحدى رحلاتي الاستكشافية بحثًا عن إحدى العناصر المشعة في الطبيعة، إنهار المنجم وحُبستُ وحدي بالداخل، ولا سبيل للخروج، وباءت كل محاولات زملائي لإنقاذي بالفشل.
بعد أيامٍ مضت كأنها تمشي بأقدام سلحفاة، وبخطوات ثقيلة وتكاسل کدُبِّ الباندا ذهبتُ نحو الضوء الذي ظهر في آخر النفق، لقد كان الطريق مسدود، فاستجمعتُ قواي وتسلّقتُ الصخور التي تؤدي إلى السطح، حيث تتجلى خيوط الشمس الذهبية؛ لتدلّني إلى المخرج.
كديسمبر الذي يأتي زارعًا البهجة والأمل في قلوب الجميع، ليست جميع النهايات حزينة وسيئة، بعضها جابرة للخاطر، وتكون على هيئة عوض لكل الأشياء الحزينة التي حدثت سابقًا، وقد تعلّمنا أحيانًا درسًا كان لا بُدّ أن نتعلّمه.