بقلم- جلال الدين محمد:-
مختار آخر الزمان احتاج قلبه إلى مواساة ربه، فأسرى به ليلًا حيث جعله إمام العالمين، وعرج به إلى حيث لم يصل أي من بني آدم قبله، ولن يصل منهم أحد بعده.
رحلة بها من العبر والدروس ما جعله المولى هداية للنفوس، ولكن الفصل الاهم فيها كان لقاء المختار مع خليل الرحمن. أبونا إبراهيم كما وصفه نص الفرقان في سماء سابعة كان المكان، والموعد هو الأهم في هذه الرحلة، لترتب الاقدار أعظم لقاء كان.
تخيل يا صديقي نوع الحوار الذي دار بين أهم وأعلى رجلين من بين كل خلق الرحمن، عما تحدثان؟ وما الذي حدث به الخليل إبراهيم الهادي محمد عليهما الصلاة والسلام.
تحدث الذي انجاه القادر من النار بآية ليس لها مثيل، فقال “يا محمد اقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”.
وصية أتتنا من الذي سبقنا للدار الآخرة، وعرف قدر الدنيا وما تساويه، فلم يجد أهم من هذا الخبر ليسوقه إلينا عبر النبي العدنان، فمر من لسانه الشريف إلى صحابته الكرام، ومنهم للتابعين الذين حملوا أمانة السُنة وكانوا لها موثقين لتصل إلينا أخيرًا تلك الكلمات من الخليل إبراهيم.
كم هو عظيم أن نمتلك بين أيدينا البذور التي نزرع بها أشجارنا في جنة الخلد، ونعرف في حياتنا الأولى كيف نغرسها، ونرويها يومًا بعد اليوم إلى نهاية حياتنا، حقًا لا يوجد أهم من هذا ولا أولى أن نعرفه دون غيره.
فأحببت يا صديقي أن أخبرك بما ورد في أجل لقاءات البشر؛ فالدال على الخير في ديننا كفاعله، لعلك تُكثر من غرسك في رياض عدن، أو تجد ظلًا تتناول تحته من ثمار الفردوس الأعلى، وتذكر أخيك الذي نقل لك عن هذا اللقاء حين كنا في الدنيا.
ألقاك تحت شجرة زرعتها بذكرك يا صديقي في جنة الخلد.