ابداعاتخواطر

ختام

محمد الشحات ” الباهو”

أشعر بالأسى؛ أن أكتب ذيل أحرف ختامها عينيكِ المُحجَّلة، ختام ثقيل على العقدة في قلبي، هيهات هيهات، كل قمر له غرة، لم يك بدرًا من عدم.

 

لما عينيكِ الآن غريبة عني؟! كأننا ألسنةً أعجمية لا نفهم بعضنا البعض، نسيتني، كنسيان طفل أن يضع المد؛ لتعثر لسانه، في الدجى كنتِ لهيب شمعتي، لما عزمتي أن تكوني رماديِ؟ أعاتبك بهمزات عربية متوجة بشوق، ندم، غمام، حسرة، أسى، وشقاق في قلبي، كل شق فيه خطفه طير، بعثره بين مشارق ومغارب الثرى.

 

خمسة أعوام مضت، رأيتكِ فيها، خرج الفؤاد عن أضلعه، جعل من القفص الصدري طبلةً يدق عليها؛ معلنًا عن إشارة الحب، نبض القلب الوهن كأنه مزمارًا يُلحن فيه أغاني افتناني، والعذل فيكِ، الميم فيك ماضي المتألم لغربتي عنكِ، وعيني ذُهلت من جفن عينيكِ؛ فتوقف لساني عجزًا؛ فَمُد حرف الميم ألفًا، يتوسطك راء كأنك ريمة تتراقص مختالةً بمسك ختام المهات، إفراز الدوبامين للقياكِ؛ جعل الدماغ عاجزًا عن تذكر بقية أحرفكِ.

 

 

أصاب بقشعريرة الأسى؛ فكل همزة صادقة من حروفي، اعتبرتيها رزيلةً تلاحقك، لا ينتقم المحب من حبيبه، ولا ينساه، حفظًا لماء الوجه؛ فاجرُ لساني تحدث عنك بسوء، تظلي في الذاكرة معانقةً

 الفؤاد، كل همزة من حروفي كانت عشقًا صادقًا لكِ، أنا مصاب بمرض النسيان؛ سميتها باسمك، فإن تناسيتكِ مع زحام روث الدنيا- وأشك- ، وجدت اسمك متوجًا بجوار همزات أحرف إليكِ.

 

 

كل حياتي جحيم، وكنتي أيضًا جحيمًا، ولكني أحببتُ عذابك، هجرانك سوط يبعثر أنسجتي، وغيابك ملح منثور على جراحي، وعيناكِ دواءُ، كلما نسيت من أنا، اتذكر أنك ابتسامة مرت كنسيم ليلي على فوادي، حبيبة الماضي، ومؤنسة الفؤاد، ومروعة ظلامي، وهمزة أحرفي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!