ابداعات

لوْحة مُعتِمة

أحمد مصطفى 

 

مكلوم و وحيد

كغراب في محكمة الغربان

يرونه من بعيد بين جمع وحشود

وهذا حكمٌ بالإعدام هو به موعود 

مكلوم وشريد

الذهن في ماضيّ كيف مضى

وفي حاضري كيف أتى

وفي مستقبلٍ وجودي به ربّما

وفي حال نكرة لكنني مجرور

بمصائبي ومعتقداتي

تلك التي تعيد تربيتي من جديد

قال والديّ ما قالا

وكان في أذنيّ وقرًا عمّا قالا

وكان سديدٌ ما حدّثوا

تغلبك الحياة مرة

فإن لم تنتبه، عادت الكرّة

وأصبحت كهمزة قطع أو وصل

لا يجيد التفريق بينهما إلّا من يراك

ومن له أن يراك

وقد قضيت عمرك سُدى

مكلوم وبعيد

عن كل أحلامك

قريب من آلامك

كأن شرايين الأناس كلها أحلام

ووحدك فصيلتك الآلام

إنني أخاطب فيّ ما تبقى من عقلي

ألن يجود علينا الزمان؟

ألن نطمئن ذات ليلة في مكان؟

هل سأظل معلقًّا في علامات استفهام؟

آه على قلبي الذي لم يعد

وعقلي الذي لم يستدرك

لعمرك إني لمن الضالين

ورغم ما ضاع من عمري من سنين

فإن القادم أسوأ من تلك الماضين

قال المتنبي: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

وأسمعت كلماتي من به صمم

وإني لأقول: رغم ما يرى من قرأ أدبي

ما به من بلاغة ولغة وحكمة

إلا أنه يصيبني بالعمى كلما قرأته

لذلك سترى أن أخطائي كثيرة

ومن الوارد أن تظن

أنني أشرب المسكرات

فأهذي بقبلة إلى هذه

وعناق إلى تلك 

أنا الضال ياسيّدي

أغلق الأضواء من حولك واقرأ سطوري

ستجد أنني في كل سطر أخرج عن طوري

كنت متحمسًّا في بداية هذه التحفة الفنية

إلى أن أصبحت لوحة من لوحات الفشل

تنضم إلى جانب إخوتها

في صندوق الذاكرة غير المقروءة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!