إسماعيل السيد
مدّ مفكر يده نحو سيجارةٍ ما،
وعاد بلا أصابع.
دخنت السيجارة أصابعه، انتقاماً لأخواتها النافقات.
فجلس على الرماد،
يبحث عن خاتم
ضاع في الغبارِ المُتصاعد.
حينها أدرك خطورة “أن تفكر”.
أن تفكر
يعني أن أعضاءك تجلس في أعلى احتمالات الفقدان.
تعلمت زهرةُ الحركة،
ومن يومها
أصبحت قنينات العطور عاطلة عن العبق،
وأفلست أصابع البستاني
من الحبر الملون
والدمع الرطب، فاحش النعومة والشبق.
أغلقت فتاتي النافذة مساءً،
فسمعت حشرجةً جريحة خرجت من حلقِ حنين.
كان يقصدها.
والآن،
يستلقي على نافذةِ المساء،
يحصد أنفاس العرق الملون، بالعتمة والعناق الأخير.
حين كان البحر
مُعجباً بالأشرعة،
ابتكر الطوفان.
ومنذ أن أصبحت السفن تعمل بالغاز،
انكمش على نفسه،
وتمددت السفينة بكامل الغرق القديم.
عادت المفردة
إلى بيت القصيدة ليلاً، وطرقت الباب.
فخرجت القصيدة
بملابسها العفوية
لترى من الطارق.
ومن يومها لم تجد البيت:
هل سرقت المُفردة “البيت”،
أم نسيت القصيدة
بابها الخشبي المتآكل
بين يديّ شتاءٍ “بلا معطف”،
يحتال الأرصفة، ويقذف على المحبين اشتهاء العناق.