ابداعاتشعر

رجال

إسماعيل السيد

 

سأشرح لكم الأمر…

تخيلوا رجلًا وُلِد في السجن،

وأمضى ثلاثين عامًا في الداخل،

وحين خرج،

كان قادرًا على التحليق.

 

هل فهمتم شيئًا؟

أعني…

إنَّ حصتي من الحظ الجيد

كانت في قلبها،

وقد كانت أكثر من كافية.

 

سيدتي،

إنه عالم يضجُّ بكل وصفات الرجال:

 

الرجال الآليون، من يتحدثون عن السيارات والعطور وخصر النساء.

 

الرجال الحَمقى، من يصدقون أن التدخين يساعد في جعل الرجل أكثر جاذبية.

 

الرجال القوَّادون، من يأكلون ابتسامات النساء كالمقرمشات.

 

الرجال الذين بلا وجوه، مخبرون، ورجال شرطة، وكهنة متخفون في معبد.

 

الرجال الذين لا يمكن ذكرهم، لأنهم يشعلون حربًا لأتفه الأشياء.

 

الرجال الحقيرون، من يرتدون كرافات دائمًا، ويبدون من بعيد وكأن أحذيتهم ارتفعت إلى العنق.

 

الرجال الصالحون، من يدخنون، ويعزفون على الجيتار، ويموتون بجرعة مخدر زائدة.

 

الرجال الذين يصلحون كأزواج، لأنهم لا يكرهون البيض، ولا يشتكون من إزعاج الجار، وامرأة تقاطعهم في عجز بيت شعري قديم لتسأل عن شالها الأحمر، لا يبدو أمرًا مزعجًا لهم على الإطلاق.

 

ورجال يكرهون القهوة، لأنهم عادة يكرهون النساء،

يكرهون النساء، والأزهار، ورائحة العشب المُبتل.

 

هناك رجال سائلون،

يذوبون متى ما أطلتِ تحريكهم في الليل،

لأنهم لا يحتملون التقلب في حلم أنثى.

 

ورجال من بخار،

في كل موعدٍ أول يجهزون خطبة وداعهم.

 

 

والكثير من الرجال، والأوغاد، والكلاب المشرَّدة…

 

لكنَّكِ،

أمام كل تلك العينات “الجيدة”،

تختارينني!

 

أنا رجلٌ حزين دائمًا،

وأميلُ إلى الوحدة والصمت،

أثرثر برفقة بوكوفسكي أحيانًا، لأنه يعشق الوحدة.

 

هناك في العالم كل أنواع الرجال:

شواذ، وجيدون،

قتلة، ورجال إعلام،

مساجين، وسقاة حانات،

لصوص، ومحامون،

رجال سعداء، وأطباء أسنان، وسائقو شاحنات…

 

من بين جميع هؤلاء،

تفتحين مقبرة الكلمات،

وتنفثين الروح

في جثة شاعر.

 

حقًا، أنتِ تبالغين!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!